Powered By Blogger

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الشفرة المثاني إحدى معجزات القدرة الإلهية والعلم اللدنّي لكونها لغة وشِفرة نقل وحفظ المعلومة الكونيّة وأساس الثورة الرقمية فلابد أن يكون مشاراً إليها في كتاب الله الذي يحتوي إعجازاً لأهل هذا العصر بلغتهم وصنعتهم يعجز علمهم وقدراتهم وأدواتهم والكبير من حاسباتهم وكما سجد لله جهابذة أهل البيان أمراء الفصاحة وسحرة الكلام لبلاغته فسيخّر ساجدين له بهذا العصر أيقونات العلوم ونوابغ العلماء وصنّاع ذكاء الحواسيب لإعجازه عجبه عظمته، فهي تحمل المعاني الفوائد اللطائف وتكشف عن كثير من الحقائق الأسرار المعجزات

بحث هذه المدونة الإلكترونية

بحث هذه المدونة الإلكترونية

Translate

برنامج الشفرة المثاني للقرآن الكريم د. خالد بكرو

المعطيات الرّقميّة في القرآن الكريم، د. خالد بكرو

المعطيات الرّقميّة في القرآن الكريم Digital Data in The Holy Quran المجلة الأ...

لزيارة صفحة الفايس بوك

لزيارة صفحة الفايس بوك

عنوان الموضوع

نبذة عن محتوى الموضوع

عنوان الموضوع

نبذة عن محتوى الموضوع

عنوان الموضوع

نبذة عن محتوى الموضوع

عنوان الموضوع

نبذة عن محتوى الموضوع

عنوان الموضوع

نبذة عن محتوى الموضوع

‏إظهار الرسائل ذات التسميات نظريّة نَظْم المعطيات الرّقميّة في القرآن الكريم. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات نظريّة نَظْم المعطيات الرّقميّة في القرآن الكريم. إظهار كافة الرسائل

الثلاثاء، 16 أكتوبر 2018

نظريّة نَظْم المعطيات الرّقميّة في القرآن الكريم. الدكتور المهندس خالد بكرو


نظريّة نَظْم المعطيات الرّقميّة

في القرآن الكريم

الدكتور المهندس خالد بكرو


                                           باحث في الإعجاز العلمي في القرآن الكريم
   

المجلة الأكاديمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة، عدد 2، الرقم 4، 2018.

يقوم عصر المعلومات الذي نعيشه على منظومة العلوم والمعرفة، التي تستخدم نظريّة المعلومات الحديثة التي مصادرها معطيات منظّمة، وبيانات مصفوفة مرتّبة، هذا يفرض علينا التّعامل مع المعطيات الرّقميّة القرآنية كجزء من منظومة منظّمة، بمعطياتها ومعلوماتها، مدخلاتها ومخرجاتها.
يوضّح المبحث أسس نظم المعطيات الرّقميّة في القرآن وترتيبها وترابطها، وعلاقتها بالنظام اللغوي وبالمعنى والدلالات للنّص القرآني المحيط بها، بما احتوى من كلمة وحرف ورقم، وبما حمل من المعاني والدّلالات. وذلك من خلال نظرية نظم المعطيات الرقمية في القرآن، التي تسعى لتوضيح أسس نظم وتنظيم هذه المعطيات وقواعد ترتيبها وترابطها.
تساهم النظريّة في إظهار جماليّة اللغة بياناً وبنيةً، حروفاً وكلمات، أرقام وأعداد، روابط وعلاقات، وارتباطها بالتّرتيب القرآني فهما وجهان لإعجاز القرآن البياني، لا ينفصل أحدهما عن الآخر، حيث تتّحد لغة الحروف بلغة الأرقام، من خلال الجمع بين الصورة النّحويّة والصّورة البلاغيّة مع الصّورة العدديّة، والدّمج بين التّركيبي والدّلالي والرّقمي، في بناء وتركيب وتنظيم وتحليل وتوصيف وتفصيل المعطيات الرّقميّة في القرآن، وهي البديل العصري لأسلوب إثبات اعجاز القرآن اللغوي والبياني والعددي والعلمي من خلال نظريّة النَّظْم، والتي ستجعل روّاد هندسة المعرفة، وخبراء نظريات المعلومات مسحورين متعجّبين أمام هندسة القرآن المعرفيّة ونظمه الحرفي الرّقمي المعجز.
كانت نظريّة النَّظْم التي نادى بها كبار علماء البلاغة والبيان الأساس والمنطلق لإعجاز القرآن، وأثبتوا أن أدقّ وجوه إعجازه ما في بلاغة نظمه. يحاول المبحث التأسيس على ما وصلوا إليه من خلال نظريّة نظم المعطيات الرقمية في القرآن، وبالتّالي ستكون هذه النظرية الأساس والمنطلق لإعجاز العصر، ألا وهو الإعجاز العلمي العددي، وما بعد العددي في كتاب الله سبحانه وتعالى، فيفصح هذا النّظم البياني عن معجزات النَّظْم الرقمي، ويكشف عن إعجاز إحصائي وإعجاز تصنيفي وإعجاز ترتيبي، وإعجاز عددي، ووجوه مختلفة كثيرة للإعجاز لا يحيط بها إلا الله سبحانه وتعالى.

الكلمات المفتاحية: المعطيات الرقمية في القرآن الكريم، علوم القرآن الكريم، نظرية نظم المعطيات الرقمية في القرآن الكريم.

مما لا شك فيه أننا نعيش في عصر تسوده المعلومات وتقوده المعرفة، يعمل فيه روّاد هندسة المعرفة على منظومة العلوم والمعرفة، معتمدين على مصادر تستخدم نظريّة المعلومات الحديثة، التي تقوم على بيانات منظّمة ومعطيات مرتّبة. وما التّوجه نحو هندسة المعرفة بكل عناصرها إلا لاقتناع مهندسي المعرفة ومدراءها أن الكون نظام محكم يقوم على معلومات دقيقة تعتمد معطيات فائقة التّنظيم، كيف لا والتّنظيم بالنّظام، والتّوزين بالميزان، قبضتان للرّحمن، عنوانان للبابين من الامام المبين، من المبحث المبين، فذلك المبحث مع ذاك الامام، عنوانان بيّنان، العلم والقدرة للقادر العليم، للعادل الحكيم.
 إن أدقّ وجوه إعجاز القرآن الكريم ما في بلاغة نظمه، وقد بيّن السّابقون ما فيه من الإعجاز واضعين نظريّات للنّظْم، يحاول المبحث التأسيس على ما وصلوا إليه من خلال إظهار التّرابط بين البناء اللغوي والبناء العددي، وتأكيد إعجاز القرآن الكريم اللغوي والبياني والعلمي العددي وما بعد العددي من خلال نظريّة نظم المعطيات الرقمية في القرآن الكريم.
ازدادت في السّنوات الأخيرة أبحاث ودراسات جديدة اهتمت بدراسة السّور القرآنية من حيث الروابط السببيّة التي تربط بين عناصرها، أي بناؤها الموضوعي واللغوي والبياني، ومن حيث صلة جزئيّاتها بعضها مع الآخر، ومن حيث صلة آياتها جميعًا بعضها مع الآخر، ومن حيث صلة موضوعاتها بعضها مع الآخر، ومن حيث علاقة بعض أرقامها ببعضها الأخر، وبالأساليب والطرق المستخدمة لرصف أو تنظيم أو صف هذه الأرقام لتحقيق أكبر النتائج من ذلك، ومن حيث صلة أولئك جميعًا بالعناصر الأخرى. يأتي هذا المبحث مكملاً لهذه الدّراسات حيث يضيف إلى الروابط المعنويّة بين السور والآيات أبعادًا وروابط هندسية رقميّة، وروابط سببيّة جديدة، وارتباطات معنوية مخلتف، لتبيّن أن خيوط النّسج القرآني ليست مقتصرة على نظام لغوي وبلاغي فحسب، وإنما هي مشبوكة بموازين داخلية وخارجية، يتماسك من خلالها النّص القرآني بصورة مطلقة.
استخدم الباحثون المعطيات الرّقميّة بأنواعها الموجودة في القرآن الكريم بطرق مختلفة، وجهدوا البحث عن نظام يوضّح طبيعة العلاقات بين المعطيات الرقمية القرآنية وارتباطاتها ودلالاتها وأهميتها، فكان لا بدّ من توضيح طريقة تنتظم بها المعطيات الرّقميّة في القرآن الكريم، وإيجاد قاعدة عامة يُعتمد عليها وطريقة واضحة يُرجع إليها، تسعى لتوضيح أسس نظم هذه المعطيات وترتيبها وترابطها، وعلاقتها بالنظام اللغوي وبالمعنى والدّلالات للنص القرآني المحيط بها، بما احتوى من معنى وكلمة وحرف.
يعتبر المبحث الأول من نوعه في هذا المجال، فهو يسعى بشكل مبدئي بسيط تأصيل ووضع تصور لهيكل بناء المعطيات الرّقميّة القرآنية وكيفية نظمها وطريقة صفّها وترتيبها كنظريّة عامة، لتكون جزءاً من نظريّة المعلومات الحديثة، محاولين وضع أساس لنظم المعطيات الرّقميّة وفق منهج علمي دقيق، للتّعامل مع الرّقم القرآني بكل أنواعه، يعتمد على النَّظْم اللغوي والبياني، مستخدماً بينات دقيقة ومعطيات فائقة التّنظيم للوصول إلى معلومات صحيحة منظّمة هادفة، طارقاً باباً جديداً للتدبر والتأمل في كتاب الله سبحانه وتعالى، وكشف أسرار وإعجاز الأعداد والأرقام فيه، مضيفاً إعجازاً جديداً، يضاف إلى سلسلة إعجازه التي لا تنتهي، بل أنه إعجاز خالد دائم إلى أن يرث الله سبحانه وتعالى أرضه ومن عليها.
3-   منهج المبحث
تم اتباع المنهج العلميّ في المبحث، والالتزام بجميع ضوابط أبحاث الإعجاز العددي، من اتّباع نهج واحد في الفهم والاستنباط، وفي الإحصاء للحروف والكلمات المرسومة خطّاً، وانتهاج طريقة العدّ والإحصاء وفقاً للرّسم الأول أو الرّسم العثماني، وبترتيب الآيات والسّور وفق ترتيبها في المصحف الشّريف، وتم مراعاة ثوابت العقيدة الإسلاميّة، ومقاصد الشّريعة، وعدم الإخلال بما جاء فيهما، والالتزام بقواعد اللغة العربيّة، والالتزام ثوابت علوم القرآن الكريم، وأصول التّأويل والتّفسير، وما صح من السّنة النّبويّة في تفسير أيّة ظاهرة من ظواهر التّرابط العددي للآيات القرآنيّة الكريمة، وتم الحرص على التّدقيق والتحقيق، والالتزام الموضوعية العلميّة، والمنهجيّة السويّة، ومراعاة الأسس والنَّظْم الرياضيّة العلميّة، وذكر الحقائق كما هي وبكل أمانة، بعيداً عن التّكلف والمبالغة والتّكرار، ومحاولة الاختصار والتّركيز ما أمكن على الهدف من المبحث.
4-   مقدّمة
سعى الإمام بديع الزّمان سعيد النوّرسي (ت 1397هـ): لتفسير جملة من رموز نَظْم القرآن الكريم لأنه رأى أن " أساس اعجاز القرآن الكريم الإيجاز، وأدق وجوه إعجازه ما في بلاغة نظمه، وأن الفصاحة في الكلمة لا في حروفها، وأن الإعجاز إنما هو نَظْم المعاني دون نظم الألفاظ " وقال أيضاً " وما الإعجاز الزّاهر إلا نقش النَّظْم " ([1])، ويعتبر كتابه إشارات الإعجاز في مظان الإيجاز المبحث الوحيد من حيث عنوانه خاصاً بتفسير القرآن الكريم من وجهة الإعجاز في جزالة النَّظْم، وقد كانت نيته تتّجه لتوضيح الإعجاز النَّظْمي من وجوه إعجاز القرآن الكريم، وكانت له يد السّبق في الاهتمام بالمعطيات الرّقميّة القرآنيّة في العصر الحديث، حيث أشار في كتاباته إلى وجود تناسق بين الأرقام والأعداد، وسعى لإظهار التّناسقات بينها، ولفت النّظر إلى جانب من الحكم في تعداد بعض كلمات القرآن الكريم، وذَكَر لطائف ونكتاً يمكن عدّها أساساً للإعجاز العددي ([2])، فهو القائل: " إن قيمة الحروف ليست في معانيها فقط بل بينها مناسبات فطريّة كمناسبة الأعداد، كشَفَها علم أسرار الحروف " ([3]).
وننطلق مما أسسه لنضع نظريّة لنظم المعطيات الرّقميّة في القرآن الكريم.
5-   أهمّيّة النَّظْم للكلمات والمعاني
النَّظْم هو تعليق الكلم بعضها ببعض، وضم الألفاظ المفردة بعضها إلى بعض، وجعل بعضها بسبب من بعض، فيعرف فيما بينها من فوائد، والنَّظْم والتّرتيب في الكلام عمل يعمله مؤلّف الكلام في معاني الكلم لا في ألفاظها، فيضع الكلام الموضع الذي يقتضيه علم النحو وقوانينه وأصوله، ومعرفة مناهجه التي نُهجت، فلا يزاغ عنها، فتحفظ الرّسوم التي رُسمت له، فلا يُخل بشيء منها، وذلك لعدم علمنا ما يبتغيه النّاظم بنظمه غير أن ينظر في وجوه كل باب وفروقه، ولا يكون ترتيب في شيء حتى يكون هناك قصد إلى صورة وصنعة إن لم يقدّم فيه ما قدم، ولم يؤخّر ما أخّر ([4]).
لخصّه الإمام الجرجاني (عبد القاهر بن عبد الرحمن بن محمد الفارسي الأصل (ت: 471هـبأنه " توخّي معاني النّحو فيما بين الكلم، فأنت ترتّب المعاني أولاً في نفسك، ثم تحذو على ترتيب الألفاظ في نطقك " ([5]).
6-   القول في النَّظْم وفي تفسيره وفي أهميته
أجمع العلماء على تعظيم شأن النَّظْم، وتفخيم قدره، والتنويه بذكره، وأن لا فضل مع عدمه، ولا قدر لكلامٍ إذا هو لم يستقم له، ولو بلغ في غرابة معناه ما بلغ، وأنّه القطب الذي عليه المدار، والعمود الذي به الاستقلال. وما كان بهذا المحلّ من الشّرف، وفي هذه المنزلة من الفضل، وموضوعاً هذا الموضع من المزيّه، وبالغاً هذا المبلغ من الفضيلة، كان حريٌّ بأن تُوقظ له الهمم، وتُوكل به النّفوس، وتحرّك له الأفكار، وتستخدم فيه الخواطر.
أهم ما قيل عنه ما قاله صاحب كتاب إعجاز القرآن الإمام الباقلاني: " اعلم أن هذا علم شريف المحل، عظيم المكان، قليل الطلاب، ضعيف الاصحاب، ليست له عشيرة تحميه، ولا أهل عصمة تفطن لما فيه. وهو أدق من السحر، وأهول من البحر، وأعجب من الشعر ([6]).
قال الجرجاني في دلائل الإعجاز: "وهذا علم شريف، وأصل عظيم، والدّليل على ذلك أنّا إن زعمنا أن الألفاظ المفردة التي هي أوضاع اللغة إنما وضعت ليعرف بها معانيها في أنفسها لأدى ذلك إلى ما لا يشكّ عاقل في استحالته " ([7]).
وعلم المناسبة علم شريف قل اعتناء المفسرين به لدقته وممن أكثر فيه الإمام فخر الدين وقال في تفسيره أكثر لطائف القرآن مودعة في التّرتيبات والرّوابط، وَقَالَ بعْضُ الْأَئِمَّةِ مِنْ مَحَاسِنَ الْكَلَامِ أَنْ يرْتَبِطَ بعْضُهُ بِبعْضٍ لِئَلَّا يَكُونَ مُنقَطِعًا. وَهَذَا النوْعُ يهْمِلُهُ بعْضُ الْمُفَسِّرِينَ أَوْ كَثِيرٌ مِنهُمْ وَفوَائِدُهُ غَزِيرَةٌ.
قال الإمام الرّازي (محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين التيمي الرّازي الملقب بفخر الدين الرّازي خطيب الري (ت: 606هـ))، عن سورة البقرة: " ومن تأمل في لطائف نظم هذه السورة وفي بدائع ترتيبها علم أن القرآن الكريم كما أنه معجز بحسب فصاحة ألفاظه وشرف معانيه فهو أيضا بسبب ترتيبه ونظم آياته ولعل الذين قالوا إنه معجز بسبب أسلوبه أرادوا ذلك إلا أني رأيت جمهور المفسرين معرضين عن هذه اللطائف غير منتبهين لهذه الأسرار " ([8]).
يقول الزّركشي ( بدر الدين محمد بن عبد الله بن بهادر الزّركشي(ت: 794هـ)): " وَمِنَ الْمُعْجِزِ الْبَيِّنِ أُسْلُوبُهُ وَنَظْمُهُ الْبَاهِرُ، وَالَّذِي ينبَغِي فِي كُلِّ آيَةٍ أَنْ يبْحَثَ أَوَّلَ كُلِّ شَيْءٍ عَنْ كَوْنِهَا مُكَمِّلَةً لِمَا قبلَهَا أَوْ مُسْتَقِلَّةً ثُمَّ الْمُسْتَقِلَّةُ مَا وَجْهُ مُنَاسَبَتِهَا لِمَا قبلَهَا؟ فَفِي ذَلِكَ عِلْمٌ جَمٌّ وَهَكَذَا فِي السُّوَرِ يُطْلَبُ وَجْهُ اتِّصَالِهَا بِمَا قبلَهَا وَمَا سِيقَتْ لَهُ، وَهُوَ مَبْنِيٌّ عَلَى أَنَّ تَرْتِيبَ السُّوَرِ توقيفي " ([9]).
     يقول النوّرسي: " اعلم أن نظم درر القرآن الكريم ليس بخيط واحد بل النظم - في كثيرٍ نقوش تحصل من نسج خطوطِ نسبٍ متفاوتة قُرباً وبُعداً، ظهوراً وخفاء، لأن أساس الإعجاز بعد الإيجاز هذا النقش.... وأنّ من أساس البلاغة الذي به يبرق حسن الكلام تجاوب الهيئات وتداعي القيود وتآخذها على المقصد الأصلي"  ([10]).
ويقول أيضاً: " نرى فيه من النَّظْم الدّقيق المتشابك المتساند بحيث يلزم لإيجاد نقطة في مكانها الصّحيح قدرة مطلقة تستطيع إيجاد الكون كله، وذلك لأن كل حرف من حروفه له وجه ناظر إلى كل جملة من جمل المبحث، وله عين شاخصة إليها، بل إن كل كلمة فيه لها ارتباط وثيق مع كلمات المبحث كلها " (([11].
7-   التنظيم هو التعبير المعلومات
يرى خبراء عصر ثورة المعلومات الذي نعيشه أن المعلومات هي إحدى الخصائص الأساسية للكون، شأنها شأن المادة والطاقة، فهي ليست مقصورة على الكائنات الحية لكنها جزء من أي نظام يعرض عملية التنظيم. فإذا كانت الكتلة هي التعبير عن المادة، وقوة الدافع هي التعبير عن الطاقة الميكانيكية، فإن التنظيم هو التعبير عن المعلومات، وما التّوجه نحو هندسة المعرفة بكل عناصرها إلا لاقتناع مهندسي المعرفة ومدراءها أن الكون نظام محكم يقوم على معلومات دقيقة تعتمد معطيات فائقة التّنظيم، وأهم نظام معلومات كوني هو القرآن الكريم.
8-   أهم من كتب في النّظمْ
          يعتبر الإمام الباقلاني (أبو بكر محمد بن الطيب (ت 403 هـ)) في كتابه إعجاز القرآن الكريم من أوائل من تحدث عن أهمية النظم، وأيضاً الجرجاني في دلائل الإعجاز، وفي العصور المتأخرة ألف أبو حيان كتاباً سماه البرهان في مناسبة ترتيب سور القرآن الكريم، والبقاعي(إبراهيم البقاعي(ت 885 هـ)) في كتاب سماه نظم الدرر في تناسب الآي والسور، والسّيوطي في كتابه أسرار التنزيل الجامع لمناسبات السور والآيات مع ما تضمنه من بيان وجوه الإعجاز وأساليب البلاغة وقد لخص منه مناسبات السور خاصة في جزء لطيف سماه تناسق الدّرر في تناسب السور، والنورسي في كتابه إشارات الإعجاز في مظان الإيجاز والذي يفسر القرآن الكريم حسب الوجوه النظمية لنظرية النظم.
9-   الفرق بين الحروف المنظومة والكلم المنظومة
نَظْم الحروف هو تواليها في النّطق فقط، وليس نظمها بمقتضى عن معنى، ولا الناظم لها بمقتفٍ في ذلك رسماً من العقل، فاقتضى أن يتحرّى في نظمه لها ما تحرّاه، أما نَظْم الكلم تقتضي في نظمها آثار المعاني، وترتّبها حسب ترتيب المعاني في النّفس، فهو نظمٌ يعتبر فيه حال المنظوم بعضه مع بعض، وليس هو النَّظْم الذي معناه ضم الشيء إلى الشيء كيف جاء واتّفق.
الفائدة في معرفة هذا الفرق أنه ليس الغرض بنَظْم الكلم أن توالت ألفاظها في النّطق، بل أن تناسقت دلالتها وتلاقت معانيها على الوجه الذي اقتضاه العقل.
10-   النَّظْم المُحْكَم للقرآن الكريم
يُقصد بنَظْم القرآن الكريم: " طريقة تأليف حروفه، وكلماته، وجمله، وسبكها مع أخواتها في قالب محكم، ثم طريقة استعمال هذه التّراكيب في الأغراض مع أخواتها في قالب محكم، ثم طريقة استعمال هذه التّراكيب في الأغراض التي يتكلّم عنها، للدّلالة على المعاني بأوضح عبارة في أعذب سياق وأجمل نَظْم" ([12]).
يتميّز كتاب الله سبحانه وتعالى، بأنه بناء مُحكَم في نظمه الحرفي، محكم في نظمه المعنوي، محكم في نظمه الرّقمي، وحروف القرآن الكريم وكلماته مرتّلة ومنظّمة تنظيماً متناهي الدّقة ضبطاً وتنسيقاً وتوزيعاً وعدّاً، ومرتّبة بنظام رقمي محكم ومتقن، وميزان دقيق ومحسوب، فخيوط النّسج القرآني مشبوكة بموازيين داخليّة وخارجيّة يتماسك من خلالها النّص القرآني لغوياً وبلاغياًّ ورقمياًّ وعلمياًّ بصورة مطلقة، فهو جامع لمحاسن الجميع على غير نَظْم شيء منها، حتى لا ترى شيئاً من الألفاظ أفصح ولا أجزل ولا أعذب من ألفاظه، ولا ترى نظماً أحسن تأليفاً وأشدّ تلاؤماً وتشاكلاً من نظمه، ولا ترى أمتن ترابطاً من حروفه وأرقامه ودلالات معانيه.
أكّد الله سبحانه وتعالى، على إحكام كتابه وكمال ترابط سوره وآياته لحدٍّ تعجز الخلائق عن الإتيان بمثله، إذ قال سبحانه وتعالى:
﴿ الر كِتَٰبٌ أُحْكِمَتْ ءَايَٰتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِير ﴾[هود، 11/1]
وأرجع أمر ترتيبه وتنضيده وحُسن نَظْمه ونظامه وبديع صفّه ورصفه له سبحانه وتعالى، فقال:
﴿ وَ رَتَّلْنَٰهُ تَرْتِيلًا ﴾[الفرقان، 25/32]
والترتيلُ لغةً من (رتل) الرَّتَلُ حُسْن تَناسُق الشيء، وَغْرٌ رَتَلٌ ورَتِلٌ إِذا كان حَسَن التّنضيد مُستوي النباتِ ([13])، فالتّرتيل: التّنضيد والتّنسيق وحسن النّظام ([14]).
والتّرتيل طلب منزل القرآن الكريم سبحانه وتعالى، إذ يقول سبحانه وتعالى:
﴿ وَ رَتِّلِ الْقُرْءَانَ تَرْتِيلًا ﴾ [المزمل، 73/4]
يقول ابن منظور: نضّد الشّيء: جعل بعضه على بعضه متّسقا، والتّنضيد للمبالغة في وضعه متراصفاً ([15]).
فيكون المعنى إنّا نظّمنا الآيات الكريمة تنضيداً وتنسيقاً ورصفاً متناهي الدّقة، بحيث يستحيل أن يُرى فيها أي خلل من هذا الجانب، جانب التّرابط والتّنظيم أو التّرتيبات والرّوابط الذي عدّه كثير من العلماء وجهاً من وجوه الإعجاز القرآني.
11-   ارتباط كلمات وآيات القرآن العظيم كأنّه كلمة واحدة
إن لكلمات القرآن العظيم وآياته إرتباط كبير ببعضها، إذ يقول الزّركشي في البرهان:  " والله أعلم إلى معنى مَا رَابَطَ بيْنهُمَا عَامٌّ أَوْ خَاصٌّ عَقْلِيٌّ أَوْ حِسِّيٌّ أَوْ خَيَالِيٌّ وَغَيرُ ذَلِكَ مِنْ أنواع العلاقات أو التّلازم الذّهي كَالسَّبَبِ وَالْمُسَبَّبِ وَالْعِلَّةِ وَالْمَعْلُولِ وَالنَّظِيرَيْنِ وَالضِّدَّيْنِ وَنَحْوِهِ أَوِ التَّلَازُمِ الْخَارِجِيِّ كَالْمُرَتَّبِ عَلَى ترْتِيبِ الْوُجُودِ الْوَاقِعِ فِي بَابِ الْخَبَرِ، وفائدته جعل أجزاء الكلام بعضها آخذا بِأَعْنَاقِ بعْضٍ فيقْوَى بِذَلِكَ الِارْتِبَاطُ وَيَصِيرُ التَّأْلِيفُ حاله حال الْبِنَاءِ الْمُحْكَمِ الْمُتَلَائِمِ الْأَجْزَاءِ. قَالَ الْقَاضِي أَبُو بَكْرِ بْنُ الْعَرَبِيِّ فِي سِرَاجِ الْمُرِيدِينَ، ارْتِبَاطُ آيِ الْقُرْآن العظيمِ بَعْضِهَا بِبَعْضٍ حَتَّى تَكُونَ كَالْكَلِمَةِ الْوَاحِدَةِ مُتَّسِقَةَ الْمَعَانِي مُنْتَظِمَةَ الْمَبَانِي عِلْمٌ عَظِيمٌ لَمْ يَتَعَرَّضْ لَهُ إِلَّا عَالِمٌ وَاحِدٌ ([16]).
12-   أكثر السّور كقرآن صغير
يقول النّورسي: " بيّن السّابقون من أهل الحقيقة ما في كلمات القرآن العظيم من الوجوه العديدة والعلاقات والأواصر والارتباطات التي تربطها مع سائر جمله وآياته ولا سيما علماء علم حروف القرآن الكريم، فقد أوغلوا كثيراً في هذا الموضوع وأثبتوا بدلائل :أن في كل حرف من القرآن الكريم أسراراً دقيقة تسع صحيفة كاملة من البيان والتّوضيح " ([17]).
وقال أيضاً: " إن لأسلوب القرآن الكريم جامعيّة عجيبة، حتى أن سورة واحدة تتضمّن بحر القرآن العظيم الذي ضمّ الكون بين جوانحه، وقد أدرج الحكيم الرّحيم سبحانه وتعالى، أكثر المقاصد القرآنيّة في أكثر سوره، وإن آية واحدة تضمّ خزينة تلك السورة، وإن أكثر الآيات -كل منها- كسورة صغيرة، وأكثر السّور-كل منها-كقرآن صغير" ([18]).
13-   أنواع المعطيات الرّقميّة في القرآن الكريم
يمكن تصنيف أنواع المعطيات الرّقميّة في القرآن الكريم إلى صنفين ([19]):
ò   المعطيات الرّقميّة الصّريحة، ولها نوعين:
õ   الأعداد والأرقام المكتوبة بكلمات القرآن الكريم ضمن الآيات (سبعه، اربعه، واحد).
õ   الأعداد المرسومة، مثل رقم السورة ورقم الآية (53، 186).
ò   المعطيات الرّقميّة المستنتجة، وهي أربع أنواع:
õ   أعداد محسوبة (مُحصاة)، مثل (عدد آيات القرآن الكريم، عدد كلمات القرآن الكريم، عدد حروف القرآن الكريم......)، تكرار (آية، عبارة، كلمة....).
õ   أعداد مستخرجة (مستنبطة)، مثل عدد حروف كلمة، القيم العدديّة لمجموع تكرار الأحرف العربية في القرآن الكريم.
õ   أعداد مجمّعة، مثل صف رقم السورة مع رقم الآية لتكوين عدد، صف الأعداد النّاتجة عن عدد حروف كلمات آية لتشكيل عدد.
õ   أعداد محوّلة، مثل المكافئ بنظام العدّ الثّنائي لرقم بنظام العدّ العشري.
وأيضاً لدينا:
Ø     المعطيات الرّقميّة الأساسيّة في إعجاز القرآن الكريم هي الرّقم (7) سبعة والرّقم تسعة عشر (19).
Ø     البناء الرقمي للقرآن الكريم يقوم على قاعدة دقيقة ونظام متقن من الأعداد الأوّليّة.
14-  البناء الرّقمي للقرآن الكريم
يحتوي كتاب الله سبحانه وتعالى على نَظْم رقمي وترتيب عددي فائق التّرابط والدّقة، وأنظمة رقميّة وبنى حسابيّة وعلاقات عدديّة لا تُحصى، فهناك نظام مرتّب ودقيق لتوزيع الكلمات والحروف وتكرارها، ونظام للسّور والآيات وترابطها وتناسقها، ويتفرع منها العديد من الأنظمة والعلاقات الرّقميّة المختلفة التي تربط بعضها ببعض، ولكل نصّ قرآني نظام رقمي مُحكم.
إن محتويات القرآن الكريم من حروف وكلمات وأرقام يمكن تحويلها إلى بنىً رياضيّة جبريّة مرتّبة العناصر كالمجموعات والمصفوفات وتنفيذ عدد من العلميات الرّياضيّة والمنطقيّة عليها ([20]).
يمكن تصنيف المجموعات في القرآن الكريم إلى مجموعات حرفيّة تحتوي على كلمات أو حروف، ومنها عدديّة تحتوي أرقام وأعداد، ومنها حرفيّة عدديّة، ومن مثل عناصرها يمكن تشكيل مصفوفات بأنواع مختلفة من محتويات القرآن الكريم، لكن معظمها مصفوفات سطريّة أو شعاع السّطر، فالمصفوفة السّطريّة هي الشّكل المناسب للتّعامل مع محتويات القرآن الكريم، سواء كانت حرفيّة أو عدديّة، إذ يمكن اعتبار المصفوفة السّطريّة أو شعاع السّطر كبنية رياضيّة، البنية الأساسيّة للمعطيات القرآنيّة، وخصوصاّ المعطيات الرّقميّة ([21]).
15-   علاقة البناء الرّقمي بالبناء المعنوي في القرآن الكريم
القرآن الكريم دقيق من النّاحية العلميّة واللغويّة، فالتّعابير القرآنيّة دقيقة جداً بكلماتها التّي تأتي دائماً مناسبة ومتلائمة مع الحقيقة العلميّة، وتتّفق مع ما يكتشفه العلم حديثاً، لذلك يتعلّق البناء الرّقمي للنّص القرآني ببناء المعنى والدّلالات الذي يحمله هذا النّص، ويتكامل معه ويتوازن معه، ولمّا كان الحرف هو اللبنة الأولى في بناء المعنى والدّلالات فهو اللبنة الأولى في البناء الرّقمي، وما تحمله الكلمة القرآنيّة من معنى هو مجموع معاني الحروف اُلمكَونة لها، مع الأخذ بعين الاعتبار ترتيب الحروف في هذه الكلمة.
يعرّف النّورسي القرآن الكريم على أنه: " الكلّي ذو الجزئيات، فكما تتراءى مقاصده في كله، كذلك قد تتراءى في سورة سورة، بل قد يُلْمَح بها كلام كلام أو يُشار إليها في آيةٍ آية، بل قد يُرْمَز إليها في كلمةٍ كلمة، وقد يدلّ عليها رقم أو عدد صريح أو كامن يحتاج تأمّل وتفكّر وتدبّر، أو قد يُؤّكد العدد معنى أو يُرّسخ مدلولاً، وقد يتّحد المعنى مع الرّقم لرفع غطاء وكشف سر وإظهار إعجاز، لأنّ كل جزء فجزء كالمرآة لكلٍ فكلٍ متصاعداً، كما أن الكلّ يتراءى في جزءٍ فجزءٍ متسلسلاً ([22])".
16-   البنية الرّقميّة للكلمة القرآنيّة
يقول النّورسي: " كما تتراءى مقاصد القرآن الكريم في كله، فقد يدلّ عليها رقم أو عدد صريح أو كامن يحتاج تأمّل وتفكّر وتدبّر، أو قد يُؤّكد العدد معنى أو يُرّسخ مدلولاً، وقد يتّحد المعنى مع الرّقم لرفع غطاء وكشف سرّ وإظهار إعجاز، لأنّ كلّ جزء فجزء كالمرآة لكلٍ فكلٍ متصاعداً، كما أن الكلّ يتراءى في جزءٍ فجزءٍ متسلسلاً " ([23]).
بما للكلمة بنيةً وهيئةً وشكلاً ورسماً، وكما أن لها معنىً لغوياًّ وبيانياًّ وعلمياًّ وغيبياًّ، ولترتيبها ونَظْمها وتكرارها نظاماً متكاملاً محكماً، فأيضاً هناك نظام وبناء محكم لعدد حروفها أو بنائها الرّقمي وتركيبها العددي، هذا البناء تم تسميته البنية الرّقميّة للكلمة القرآنيّة، وهو رقم عشري محدّد بين 1 و 10. هذا الرّقم هو الذي يمثّل الكلمة رقميّاً في الآية. فعدد الحروف هو أحد خصائص الكلمة القرآنية، ولا يمكن فصله عن الكلمة.
لهذه البنية الرّقميّة قيم اعجازيّة تتمثّل بأربعة أبعاد، قيمة بلاغيّة، قيمة معنويّة، قيمة زمانيّة، قيمة عدديةّ. ووجد أن الكلمة ذات البنية رباعيّة الحروف هي الأكثر وروداً بين كلمات القرآن الكريم، وهذا يدل على انتماء وتبعيّة البنية الرّقميّة للكلمة القرآنيّة وتوافقها وتناسقها مع البنية الرّقميّة للفظ الجلالة ﴿ الله ومع البنية الرّقميّة لكلمة {كلمة، كلمت}.
عند صف البنى الرقمية لكلمات الآية نحصل على عدد يسمى البنية الرقمية للآية القرآنية ([24]).
إن كل كلمة قرآنيّة معجزة وتنتمي إلى عالم الأمر، ورسمها توقيفي، ومن صاغ هذه الحروف سبحانه وتعالى، لم يكن ليضع عددها في الكلمة عبثاً، إنما الحكمة والعلم والقدرة والإرادة هي التي اقتضت ذلك، وبالتّالي فإن البنية الرّقميّة للكلمة القرآنيّة، ليست أرقام صمّاء تتساوى أو تختلف، بل هي الأخرى وجه من وجوه إعجاز الكلمة القرآنيّة البياني البلاغي.
17-   الإعجاز العددي أحد وجوه الإعجاز البياني
يرتبط الاعجاز العددي مع الإعجاز البياني ولا يمكن فصلهما، فهناك علاقة وصلة بينهما، لأن الإعجاز العددي ليس مقصوداً بذاته، بل هو من لوازم استخدام القرآن الكريم لحروفه وكلماته المعجزة، وهو من فنون بلاغته البيانيّة، ويمكن إذا دقّقنا وحلّلنا أنّ نعتبر أنّ الاعجاز العددي هو نوع من الإعجاز البياني، أو أحد وجوهه، فالإعجاز العددي يقودنا إلى الإعجاز البياني، والإعجاز البياني يخفي خلفه إعجازاً عددياً، يقول النّورسي: " فللّه در التّنزيل ما أوجزَه وما أعجزه وما ألطفه في فنون البلاغة " ([25]) .
18-   العلاقة والارتباط بين نَظْم الكلمات ونَظْم الأرقام
هناك علاقة وارتباط بين نَظْم الكلمات ونَظْم الأرقام في النّص القرآني، فحروف القرآن الكريم وكلماته مرتّلة ومنظّمة تنظيماً متناهي الدّقة ضبطاً وتنسيقاً وتوزيعاً وعدّاً، ومرتّبة بنظام رقمي محكم ومتقن، وميزان دقيق ومحسوب، فخيوط النّسج القرآني مشبوكة بموازيين داخليّة وخارجيّة يتماسك من خلالها النّص القرآني لغوياً وبلاغياًّ ورقمياًّ وعلمياًّ بصورة مطلقة، ومن أهم من ذكر اللطائف العدديّة القرآنيّة، وعرض علاقات السور والآي ببعضها رقميًّا، هو الإمام الزّركشي في كتابه البرهان في علوم القرآن الكريم ([26]).
للقرآن الكريم التزامات ثلاثة في أسلوبه وسوره وآياته، كما أشار د. زرزور في كتاب علوم القرآن الكريم وإعجازه، حيث بَيَّن الصلة بين التّناسق العددي وبين الإعجاز البياني، وهذه الالتزامات هي ([27]) :
ü    التزام بياني للقرآن الكريم في أسلوبه كله، وفي سوره وآياته، وتراكيبه وكلماته وحروفه، درجةَ واحدةً من البيان والفصاحة والبلاغة.
ü    التزام موضوعي في المضمون القرآني، أي موضوعاته وعلومه ومعارفه، وأخباره وحقائقه وتشريعاته.
ü    التزام شكلي بمنظومة عدديّة معينة في حروفه وكلماته.


19-   صف المعطيات الرّقمية بشكل مستقيم سطري( المصفوفة السطريّة)
تثبت طريقة صف المعطيات الرّقميّة في القرآن الكريم بصف مستقيم سطري بشكل مصفوفة سطريّة أن المعطيات الرّقميّة في القرآن الكريم لم تُوضع عبثًا، بل هي منظّمة بإحكام، ومرتّلة بدقّة، فهي تبيّن روائع التّرتيب القرآني والنّسق الفني لكل ما احتوى، لما تمتاز به من إظهار للتّرابط والتّناسق والجماليّة بين البناء اللغوي والبياني للنّص القرآني والبناء الرّقمي، إذ تحافظ على بنية الآية وترتيب مكوّناتها وعلى تسلسل المعنى والدّلالات فيها، وتساعد على استخراج وإظهار للعلاقات الرّياضيّة والأنظمة الرّقميّة والتّناسقات العدديّة للنّص القرآني بشكل سريع، بالإضافة إلى أن تطبيقها وبرمجتها حاسوبياً سهل وبسيط، ويمكن أن تستخدم لإيجاد حقائق وفوائد وإعجاز، وكشف أسرار النّص القرآني، وقد تكون الطّريقة الأفضل والأكثر فائدة في التّعامل مع المعطيات الرّقميّة في النّص القرآني والله سبحانه وتعالى أعلم ([28]).
20-   النَظْم القرآني واختيار الكلمة
اهتمَّ النّظْم القرآني في اختيار الكلمة المناسبة لأداء وظيفتها وأدوارها، حيث يؤتى بالكلمة وتوضع في مكان معيّن من النّص بحيث لو تغيّر وضعها تقديماً أو تأخيراً أو حذفاً لاختلَّ ذاك اللّفظ، وذاك الوزن الخاص، وذاك المعنى، فلا يمكن حذف حرف أو إضافة حرف أو تبديل حرف بحرف، أو تثنيتها أو جمعها.
للكلمات القرآنيّة أدوار كثيرة أهمها مجموعة في أربعة:  
ò   دور وضرورة في السّياق للدلالة على المعنى وإيضاح الصّورة، وإبراز الجانب اللغوي البياني المعجز.
ò   دور في تناسب الإيقاع فتتلائم مع محيطها من الكلمات.
ò   دور علمي في الدّلالة على حقائق وظواهر وأحداث.
ò   دور عدديّ يلائم المعنى ويرتبط به، وله دلالات إعجازيّة مختلفة.
21-   نظريّة نَظْم المعطيات الرّقميّة في القرآن الكريم
1-21 مقدّمة
إنّ إحدى معجزات القرآن الكريم بلاغة نَظْمه إلى درجة خارجة عن طوق البشر، وهو بناء عظيم ونظام دقيق متين، انضبطت فيه الحروف والكلمات والآيات والأرقام ضبطاً محكماً، ورتّبت بتسلسل محدّد، وأفضل ما يعبّر عن حقيقة هذا النظام هي لغة الأرقام، حيث رتّبها الله سبحانه وتعالى، بنظام رقمي دقيق معجز.
كما أن نَظْم الكلمات هو تعليق الكلم بعضها ببعض، وجعل بعضها بسبب من بعض، فيُعرف فيما بينها من فوائد، فأيضاً نَظْم الأرقام هو تعليقها ببعض وضمّ بعضها إلى بعض، وجعل بعضها بسبب من بعض، من أجل تناسق دلالتها وتلاقي معانيها وتعانق جمالاتها على الوجه الذي يقتضيه العقل، لتكشف الأسرار خلفها، وتُعرف الفوائد فيما بينها، وتُثبت جمال بيانها وبنيتها.
2-21 نظريّة نَظْم المعطيات الرّقميّة هي:
ü      أسلوب وطريقة للتّعامل مع العدد القرآني، لإيجاد الحقائق العلميّة والرّقميّة من معطيات النّص القرآني، فيُعرف فيما بينها من فوائد، ويكشف ما تحتها من أسرار، ويفصح ما بها من إعجاز، ويفسر ما فيها من خفايا القرآن الكريم، ويظهر تناسقها مع الحقائق الإيمانيّة والعلميّة والأحداث التاريخيّة.
ü      هي منظومة متكاملة تقوم على أساس عدم الفصل بين كلمات وحروف وأرقام القرآن الكريم وبين المعنى والدّلالات للنّص القرآني.
ü      إظهار الإعجاز النَّظْمي بين كلمات وآيات وسور وأرقام القرآن الكريم، والذي نراه بنمط آخر عندما ندقّق ونحلل هيئات وكيفيات كلماته وجمله عددياًّ، فيفصح هذا النظم البياني عن إعجاز إحصائي وإعجاز تصنيفي وإعجاز ترتيبي وإعجاز عددي، وإعجاز ما بعد عددي.
ü      إظهار جماليّة اللغة بياناً وبنيةً كلماتٍ وأرقام، وارتباطها بالتّرتيب القرآني فهما وجهان لإعجاز القرآن الكريم البياني، لا ينفصل أحدهما عن الآخر، حيث تتّحد لغة الحروف بلغة الأرقام.
ü      هي نَظْم المعطيات الرّقميّة وصفّها بشكل مرتّب ومنظّم، لكشف تفاصيل المنظومة القرآنيّة الرّقميّة التي بها يظهر الإعجاز، وكشف أسرار وإعجاز جديد للقرآن الكريم.
ü    هي الجمع بين الصورة النحويّة والصّورة البلاغيّة مع الصّورة العدديّة، والدّمج بين التّركيبي والدّلالي والرّقمي، في بناء وتركيب وتنظيم، وتحليل وتوصيف وتفصيل، المعطيات الرّقميّة في القرآن الكريم.
ü    هي ربط الأداة التي تصّور المعنى الذّهني والحالة النّفسيّة، وتشخّص النموذج الإنساني أو الحادث المرئي، بالبناء الرّقمي لواحدات الوصف والتّصوير(الحروف).
ü    هي أحد مفاتيح الدّخول إلى إعجاز القرآن الكريم البياني رقمياًّ.


3-21 ارتباط نظريّة نَظْم المعطيات الرّقميّة في القرآن الكريم بنظرية النظم للكلمات
إنّ نظريّة نَظْم المعطيات الرّقميّة ترتبط ارتباطاً وثيقاً وتعتمد على نظريّة النَّظْم للكلمات في القرآن الكريم التي تقوم على نَظْم الآية بوجوهها الثّلاث كما يلي ([29]) ":
 R نَظْم الجمل بعضها مع البعض.
 R نَظْم المجموع بما قبله.
 R نَظْم هيئات وقيود جملة جملة.
4-21 نص نظريّة نَظْم المعطيات الرّقميّة في القرآن الكريم
انطلاقاً من كل ما سبق وبما أن نَظْم الكلمات هو تعليق الكلم بعضها ببعض، وجعل بعضها بسبب من بعض، فيُعرف فيما بينها من فوائد، فأيضاً نَظْم الأرقام هو تعليقها ببعض وضمّ بعضها إلى بعض، وجعل بعضها بسبب من بعض، من أجل تناسق دلالتها وتلاقي معانيها وتعانق جمالاتها على الوجه الذي يقتضيه العقل، لتكشف الأسرار خلفها، وتُعرف الفوائد فيما بينها، وتُثبت جمال بيانها وبنيتها.
فإن:
تنص نظرية نَظْم المعطيات الرّقميّة في القرآن الكريم:
من الضروري نَظْم المعطيات الرّقميّة في القرآن الكريم من خلال تعليقها ببعضها، وضم بعضها إلى بعض، وجعل بعضها بسبب من بعض وذلك من أجل:
Ø   تناسق دلالاتها.
Ø   تلاقي معانيها.
Ø   تعانق جمالاتها.
Ø   كشف أسرارها.
وتتم عملية النظم من خلال الوجوه النظمية الأربعة التالية:
*          ترتبط وتتناسق المعطيات الرّقميّة في النّص القرآني مع بعضها (السورة الواحدة، الآية الواحدة، الجملة الواحدة).
*          ترتبط وتتناسق المعطيات الرّقميّة مع بعضها في نصوص تحمل نفس الحكم، أو تصف نفس المعنى(أي  تحمل أحكام متكاملة أو تصف معاني متماثلة).
*          ترتبط وتتناسق المعطيات الرّقميّة في السّابق واللاحق لها من النّصوص القرآنيّة.
*          ترتبط وتتناسق المعطيات الرّقميّة في النصّ القرآني مع المعطيات الرّقميّة الأساسيّة في إعجاز القرآن الكريم، ومع الحقائق الإيمانية لنزول في القرآن الكريم.
النظريّة تقوم على نَظْم المعطيات الرّقميّة للآية بوجوه نظميّة يظهرها الشكل(1)، إذ للمعطيات الرّقميّة في القرآن الكريم أدلّة رقميّة وإشارات عدديةّ تحكم نظمها، وتربطها ارتباطاً معجزاً.
5-21 إثبات نظريّة نظم المعطيات الرّقميّة في القرآن الكريم
          تم اختبار النظرية على عدد كبير من الآيات والنصوص القرآنية، وتم إظهار الوجوه النَّظْمية لها، إذ بداية يتم بإيجاد بعض المعطيات الرقّميّة فيها، كعدد الكلمات وعدد الحروف، بالإضافة إلى إيجاد مصفوفة البنى الرّقميّة لكلماته، وتم ملاحظة ارتباط هذه المعطيات وتناسقها حسب وجوه نظمها.
       هناك كثير من الأمثلة والشواهد سنأخذ أمثلة عنها، وكمثال على نص قرآني آية حفظ القرآن الكريم، وسنوجد بعض من المعطيات الرّقميّة منها.
       نلاحظ أنه بنظم المعطيات الرّقميّة بالوجوه النظمية التي تحدّدها نظريّة نظم المعطيات الرّقميّة في القرآن الكريم، يمكن تظهر منها كثير من الحقائق العلميّة والإيمانية والرّقميّة، وعدد من الفوائد واللطائف والمعاني، فضلاً عن كشف ما بها من أسرار وإعجاز، سنذكر بعضاً منها:
- الآية ﴿ انا نحن نزلنا الذكر و انا له لحفظون [الحجر: 15/9]، آية حفظ القرآن الكريم.
ó   عدد كلمات الآية 8 كلمة.
ó    عدد حروفها 28 حرف.
ó    عدد الحروف التي بنيت منها 12 حرف.
ó   مصفوفة البنى الرقمية لكلمات الآية:
                    [انا    نحن     نزلنا    الذكر   و    انا        له    لحفظون]
                   [3        3          5       5       1    3        2                6]
\   ارتباط المعطيات الرّقميّة للآية مع بعضها في النّص القرآني نفسه
عند صف بعض البنى الرّقميّة لكلمات الآية بجانب بعضهما دون تغيير ترتيبها نجد:
õ   البنية الرّقميّة لكلمة{لحفظون}تساوي 6، الذي يوافق البنية الرّقميّة لكلمة{القران}التي تساوي 6.
õ   البنى الرّقميّة لأول كلمة {انا}وآخر كلمة{لحفظون} تساوي 63، الذي يوافق عمر من نزل عليه هذا الذّكر، المصطفى صلى الله عليه وسلم، وهي من مضاعفات الرّقم سبعة: 63÷7=9، وجمعهما يوافق رقم الآية.
õ   الكلمة{له} هي الكلمة السابعة وتشير إلى القرآن الكريم، والبنى الرقمية للكلمتين{انا}{له} تساوي 23، الذي يوافق عدد سنوات نزول القرآن الكريم.
õ   البنى الرّقميّة للكلمتين{انا}{نزلنا}، أو الكلمتين{نحن}{نزلنا} تساوي 53، الذي يوافق العام الذي ولد فيه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، 53 قبل الهجرة.
õ   البنى الرّقميّة للكلمتين{الذكر}{و} تساوي 15، الذي يوافق رقم السّورة، ومجموعهما يوافق البنية الرّقميّة لكلمة {القران} التي تساوي 6.
õ   البنى الرّقميّة لأول كلمة {انا}وآخر كلمة {لحفظون} جمعهما يساوي 9، ويوافق رقم الآية.
õ   البنى الرّقميّة للكلمات{انا}{لحفظون}، جمعهما يساوي 9، ويساوي جمع البنى الرّقميّة للكلمات {نحن}{لحفظون}، الذي يوافق رقم الآية.
õ   البنى الرّقميّة للكلمات {انا}{نحن}{لحفظون} جمعهما يساوي 12، ويوافق عدد الحروف التي بنيت منها كلمات الآية.
õ   البنى الرّقميّة للكلمات {انا}{نزلنا}جمعهما يساوي 8، ويوافق عدد كلمات الآية.
õ   البنى الرّقميّة للكلمات {انا}{الذكر}جمعهما يساوي 8، ويوافق عدد كلمات الآية.
õ   البنى الرّقميّة للكلمات {انا}{نحن}{نزلنا} جمعهما يساوي 11، ويساوي جمع البنى الرّقميّة للكلمات {انا}{له}{لحفظون}.
õ   البنى الرّقميّة للكلمات {انا}{نحن}جمعهما يساوي 6، ويوافق يوافق البنية الرّقميّة لكلمة {لحفظون}، والبنية الرّقميّة لكلمة{القران}.
\   ارتباط المعطيات الرّقميّة للآية في السّابق واللاحق لها من النّصوص القرآنيّة.
سنقارن بعض المعطيات الرقمية مع معطيات السورة التي تحتويها، ومع الآية التي تليها.
õ   عدد الآيات التي عدد حروفها 28 في نفس السّورة هو 8 آيات، بنفس عدد كلمات الآية.
õ   عدد الآيات التي عدد كلماتها 8 في نفس السورة هو 12 آية، بنفس العدد الحروف التي بنيت منها.
õ   عدد كلمات الآية يساوي عدد كلمات الآية التي تليها وهو 8 كلمات.
õ   عدد حروف الآية يساوي عدد حروف الآية التي تليها وهو 28 حرف.
كلمة{الذكر} المذكورة في آية الحفظ السابقة، مكرّرة في سورة الحجر مثاني، في آيات متلاحقة، وسنلاحظ ارتباط معطياتهما ببعض.
- الآية ﴿ و قالوا يايها الذي نزل عليه الذكر انك لمجنون [الحجر: 15/6]
ó    عدد كلمات الآية 9 كلمة.
ó    عدد حروفها 36 حرف.
ó    عدد الحروف التي بنيت منها 14 حرف.
ó   مصفوفة البنى الرقمية لكلمات الآية:
[و    قالوا        يايها     الذي    نزل      عليه     الذكر    انك     لمجنون
[1      5          5          4       3          4              5      3                 6]
õ   عدد كلماتها يوافق الآية رقم تسعة 9 التي تتحدث عن آية حفظ الذكر(الآية الثانية التي ذكرت فيها كلمة الذكر)، ويقارب عدد كلمات آية الحفظ.
õ   أكبر بنية رقمية في الآيتين هي 6.
عند صف بعض البنى الرّقميّة لكلمات الآية بجانب بعضهما دون تغيير ترتيبها نجد:
õ   البنى الرّقميّة لكلمتين الأخيرتين{انك}{لمجنون}والمقصود منهما المصطفى صلى الله عليه وسلم، تساوي 63، الذي يوافق عمر من نزل عليه هذا الذّكر، المصطفى صلى الله عليه وسلم، وهو من مضاعفات الرّقم سبعة:  63 ÷7=9.
õ   البنى الرّقميّة للكلمتين {نزل}{الذكر} تساوي 53، الذي يوافق العام الذي ولد فيه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، 53 قبل الهجرة.
õ   البنى الرّقميّة للكلمتين {الذي}{عليه} والمقصود منهما المصطفى صلى الله عليه وسلم، تساوي 4، الذي يوافق البنية الرّقميّة لكلمة{محمد}التي تساوي 4.
õ   البنى الرّقميّة للكلمات الأربعة{الذي}{نزل}{عليه}{الذكر} جمعهما يساوي 16، الذي يوافق البنى الرّقميّة للكلمات الأربعة {انا}{نحن}{نزلنا}{الذكر}.
\   ارتباط المعطيات الرّقميّة للآية مع بعضها في نصوص تحمل نفس الحكم أو تصف نفس المعنى
- الآية﴿ انا نحن نزلنا عليك القران تنزيلا [الإنسن: 76/23تحمل معنى مشابه للآية السابقة وتحتوي على كلمات مشابهة لكلمات آية الحفظ السابقة.
ó   عدد كلمات الآية 6 كلمة.
ó    عدد حروفها 27 حرف.
ó   عدد الحروف التي بنيت منها 11 حرف.
ó   مصفوفة البنى الرقمية لكلمات الآية:
[انا    نحن       نزلنا       عليك    القران    تنزيلا]
[3       3           5            4           6            6]
õ   أكبر بنية رقمية في الآيتين هي 6.
õ   عدد كلماتها يوافق الآية رقم ستة 6، التي تتحدث عن آية انزال الذكر على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم (الآية الثانية التي ذكرت فيها كلمة الذكر، المذكورة سابقاً).
õ   عدد حروفها يقارب عدد حروف آية الحفظ.
õ   البنية الرّقميّة لكلمة{تنزيلا}تساوي 6، يوافق البنية الرّقميّة لكلمة{القران}التي تساوي 6، ويوافق عدد كلمات الآية، ويوافق البنية الرّقميّة لكلمة{لحفظون}.
õ   رقم الآية يساوي 23، يوافق عدد سنوات نزول القرآن الكريم.
õ   البنية الرّقميّة للكلمة الرابعة{عليك}تساوي 4، يوافق البنية الرّقميّة لكلمة{محمد}التي تساوي 4.
       عند صف بعض البنى الرّقميّة لكلمات الآية بجانب بعضهما دون تغيير ترتيبها نجد:
õ   البنى الرّقميّة لأول كلمة {انا} وآخر كلمة {تنزيلا} تساوي 63، الذي يوافق عمر من نزل عليه هذا الذّكر، المصطفى صلى الله عليه وسلم، وهو من مضاعفات الرّقم سبعة: 63 ÷7=9.
õ   البنى الرّقميّة للكلمتين{انا}{نزلنا}، أو الكلمتين{نحن}{نزلنا} تساوي 53، والكلمتين الأولى{انا} والثالثة والثّالثة{نزلنا}، ويوافق العام الذي ولد فيه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، 53 قبل الهجرة.
õ   البنى الرّقميّة للكلمات {انا}{نحن}{نزلنا}{القران}{تنزيلا} تساوي 23، ويوافق عدد سنوات نزول القرآن الكريم، ورقم الآية.
õ   البنى الرّقميّة للكلمات {انا}{نحن}{نزلنا}، و{نزلنا}{القران}، و{نزلنا}{تنزيلا}، جمعهما يساوي 11، ويوافق عدد الحروف التي بنيت منها كلمات الآية.
\   ارتباط المعطيات الرّقميّة للآية مع المعطيات الرّقميّة الأساسيّة في إعجاز القرآن الكريم، ومع الحقائق الإيمانية لنزول في القرآن الكريم.
o      تم ملاحظة ارتباط المعطيات الرّقميّة لآية حفظ القرآن الكريم مع عدد سنوات نزول القرآن الكريم وسنة نزوله وعمر من نزل عليه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
o      ارتباط المعطيات الرّقميّة لآية حفظ القرآن الكريم مع المعطيات الأساسية لإعجاز القرآن الكريم.
õ    العدد الذي يمثّل البنى الرّقميّة لكلمات الآية مصفوفاً هو: 62315533، وهو من مضاعفات الرّقم سبعة: 62315533 ÷ 7 = 8902219.
õ   عدد حروف الآية هو 28 حرفاً بعدد الحروف الأبجديّة التي هي لغة القرآن الكريم وهذا العدد من مضاعفات الرّقم سبعة: 28 ÷ 7 = 4.
õ   البنى الرّقميّة لأول كلمة {انا} وآخر كلمة {لحفظون}تساوي 63، وهو من مضاعفات الرّقم سبعة:  63 ÷ 7 = 9.
õ   البنى الرّقميّة من كلمة {انا}الأولى إلى كلمة {و} تساوي 15533، وهو من مضاعفات الرّقم سبعة:  15533÷ 7 = 2219 وهو من مضاعفات الرّقم سبعة.
õ   البنى الرّقميّة للكلمات{انا}{له}{لحفظون} تساوي 623، وهو من مضاعفات الرّقم سبعة:  623 ÷ 7 = 89.
õ   البنى الرّقميّة من كلمة {انا}الأولى إلى كلمة {انا}الثانية، تساوي 315533، وهو من مضاعفات تسعة عشر: 315533÷ 19 = 16607.
ملاحظة Note 4:
1-       هناك كثير من الأمثلة والشواهد ولكن نكتفي مثال واحد لضيق مساحة النشر العلمي.
2-       عند إحصاء حروف وكلمات القرآن الكريم، نلتزم طريقة العدّ والإحصاء اعتماداً على الرّسم وليس اللفظ وذلك وفقاً للرّسم الأول أو الرّسم العثماني برواية حفص عن عاصم، وباعتبار حرف الواو كلمة، باستخدام برنامج الشِّفرة المثاني للقرآن الكريم ([30])، الذي يعتمد المصحف الإلكتروني لمجمّع الملك فهد لطباعة المصحف الشّريف بالمدينة المنوّرة، www.qurancomplex.org ، والذي يستخدم نفس معطيات برنامج إحصاء القرآن الكريم ([31]).
3-       إن من عظمة القرآن الكريم، أنه متعدد وجوه الإعجاز مع كل رواية وكل رسم من رسوم من رسوم المصحف الشريف، ويستوعبها جميعها من دون استثناء وعلى مستوى واحد من الدقة والإتقان، واعجازه هو مع مثاني رسميه، وهما الرسم الأول (العثماني) وهو رسم توقيفي كتب على هيئته لأسرار خصّ الله سبحانه وتعالى بها كتابه العزيز دون سائر الكتب السماوية، والرسم الإملائي الحديث. لكن يؤكد العلماء على عدم الخروج على الرسم العثماني، إذ نقل السيوطي في الاتقان عن الإمام أحمد أنه قال: يحرم مخالفة مصحف الإمام في واو أو ياء أو ألف أو غير ذلك ([32]).
22-   أهمّيّة نَظْم المعطيات الرّقميّة
          تظهر معجزة القدرة وقدرة المعجزة، وضوح النّظام ونظام الوضوح، في كل كلمة أو حرف أو رقم في المبحث العظيم، فهذا المبحث البّديع فيه من الاعجاز الكثير الذي يبهر ويعجز الأوّلين والآخرين، فما تظهره بنية المعطيات الرقمية لكل نصّ من نصوصه من التّرابط، وما تحمله من نظام وانتظام ونظم، يوجب هيبةً على كل من يريد التّعامل معه بنظم أو حساب، ويفرض أسوباً على من يريد رتله أو رصفه، وهي البديل العصري الذّكي لأسلوب إثبات اعجاز القرآن الكريم اللغوي والبياني والعقلي والعددي والعلمي من خلال نظريّة النَّظْم، ومواجهة الأعداء الطاعنين في بلاغة القرآن الكريم، أو يرفضون مناقشة ما يتعلق بإعجازه أو بتناسب سوره وآيه وكلماته، والذين لم يروا إعجاز القدرة في نظام الكائنات التي هي القرآن الأكبر - بفطرتهم السّقيمة وتهوّسهم الفاسد، سيتردّدوا ويجهلوا اعجاز نَظْم القرآن العظيم ودلالاته.
23-   أهمّيّة نظريّة نَظْم المعطيات الرّقميّة في القرآن الكريم
يقول الفخر الرازي :" من تأمل في لطائف نظم السور وبديع ترتيبها علم أن القرآن الكريم كما أنه معجز بحسب فصاحة ألفاظه وشرف معانيه فهو أيضا بسبب ترتيب ونظم آياته" .
تُظهِر نظريّة نظم المعطيات الرّقميّة القرآنيّة أهمّيّة الدّقة في التّعامل مع العدد القرآني، لأنّها جزء من كلام الله سبحانه وتعالى، وقوله في كتابه، وبالتّالي هي محفوظة بأمر الله سبحانه وتعالى، وتحمل من الإعجاز ما تحمله كلمات كتابه، وأنه من الأهّمّية بمكان عند التّعامل مع معطيات القرآن الكريم الرّقميّة، العمل على ربط المعطى القرآني الرّقمي بأحد هذه الرّوابط، أو بجميعها، والإشارة لنوع الرّبط، لإظهار أكبر جماليّة وتحقيق أكبر فائدة، ومن المؤكد كشف أسرار وإعجاز جديد.
 نلخّص أهمّيّة نظريّة نّظْم المعطيات الرّقميّة القرآنيّة وإسهاماتها فيما يلي:
ò   المساهمة في إظهار جماليّة اللغة بياناً وبنيةً كلماتٍ وأرقام، وارتباطها بالتّرتيب القرآني فهما وجهان لإعجاز القرآن الكريم البياني.
ò   المساهمة في إظهار التّرابط بين البناء اللغوي والبناء الرّقمي في القرآن الكريم، إذ لا ينفصل أحدهما عن الآخر، حيث تتّحد لغة الحروف بلغة الأرقام.
ò   المساهمة في إظهار التّرابط بين المعطيات الرّقميّة القرآنيّة وما يحمل النّص القرآني من معنى وأحكام وصور وتشريعات وحقائق وفوائد.
ò   المساهمة في إظهار التّرابط بين المعطيات الرّقميّة القرآنيّة من جهة مناسبة الآيات بعضها ببعض، وتناسب الجمل وتناسقها، وكيفية تجاوب هيئات الجمل وحروفها حول المعنى.
ò   المساهمة في إظهار التّكامل بين حروف القرآن الكريم وكلماته وجمله وآياته وأرقامه، وخصوصاً عند تصويرها للصّور القرآنيّة أو تعاملها مع مسائل وأحكام قرآنيّة.
ò   المساهمة في إظهار التّناسق مع الحقائق الإيمانيّة والعلميّة والأحداث التاريخيّة.
ò   إيجاد أو إظهار الاختلاف الذي قد يظهر في المعاني والدلالات للنّص القرآني عند الوقوف على: نهاية كل عبارة، نهاية كل كلمة، نهاية كل حرف.
ò   المساهمة في إظهار الحقائق العلميّة والرّقميّة من معطيات النّص القرآني، فيُعرف فيما بينها من فوائد، ويكشف ما تحتها من أسرار، ويفصح ما بها من إعجاز، ويفسر ما فيها من خفايا القرآن الكريم.
ò   المساهمة في إظهار الإعجاز النَّظْمي بين كلمات وآيات وسور وأرقام القرآن الكريم، والذي نراه بنمط آخر عندما ندقّق ونحلل هيئات وكيفيات كلماته وجمله عددياًّ، فيفصح هذا النظم البياني عن إعجاز إحصائي وإعجاز تصنيفي وإعجاز عددي، وإعجاز ما بعد عددي تحويه شيفرات هذه الأعداد.
ò   المساهمة في كشف وإظهار تفاصيل المنظومة القرآنيّة الرّقميّة التي بها يظهر الإعجاز.
ò   المساهمة في كشف وإظهار أسرار وإعجاز جديد للنّص القرآني، من خلال الجمع بين الصورة النحويّة والصّورة البلاغيّة مع الصّورة العدديّة، والدّمج بين التّركيبي والدّلالي والرّقمي، في بناء وتركيب وتنظيم، وتحليل وتوصيف وتفصيل، المعطيات الرّقميّة في القرآن الكريم.
ò   تأكيد إعجاز القرآن اللغوي والبياني والعلمي العددي وما بعد العددي من خلال نظريّة النَّظْم.
ò   تعتبر النظريّة تأكيداً جديداً على حفظ الله سبحانه وتعالى لكتابه.

24-   ضوابط نَظْم المعطيات الرّقميّة
R   الالتزام بأحد رسوم القرآن الكريم، وخصوصاً الرّسم الأول أو الرّسم العثماني.
R   اتّباع منهجيّة واحدة للعدّ والإحصاء.
R   اتّباع منهجيّة واحدة في الفهم والاستنباط.
R   الالتزام بالقواعد العلميّة الرّياضيّة عند إيجاد الحقائق.
R   مراعاة ثوابت العقيدة الإسلاميّة، ومقاصد الشّريعة، وعدم الإخلال بما جاء فيهما.
25-   الخلاصة
يقول الفخر الرّازي: " فسبحان من له في هذا القرآن العظيم أسرار خفيّة وحكم مطويّة لا يعرفها إلا الخواص من عبيده" ([33]). نسأل الله العليم الحكيم سبحانه وتعالى، أن تساهم هذه النظريّة في كشف أسرار خفيةّ، وحكم مطويّة وحقائق مفيدة، وإعجاز جديد، إعجاز العلاقات والروابط، إعجاز أسرار النظم، الذي قد يساعد في إثراء عمليات تأويل القرآن الكريم واستخراج كنوزه.
يسعى المبحث لوضع مجموعة من الأسس والقواعد العلمية المنهجية تكون مرجعاً للأبحاث والدّراسات في مجال الإعجاز العددي في القرآن الكريم، تساعد على التحكم بها وضبطها، ومرتكزاً للباحثين في دراساتهم العددية والإحصائية، وتكريماً للقرآن الكريم فيكون العمل معه وبه منظماً موثّقاً، ووسيلة مادية بدلائل علمية وإيمانية، لكل من أحب التّأكد من صدق هذه الدّراسات ليكون القلب مطمئناً، ونبني عقيدتنا على أسس صلبة ومتينة.
تم الاستخلاص من المبحث النتائج التالية:
?   إن أدق وجوه اعجاز القرآن الكريم ما في بلاغة نظمه، ويعتبر الإعجاز العددي، والإعجاز ما بعدد العددي، وهو إعجاز الشفرات العددية، أحد نتائج عظمه نظم القرآن الكريم، وإن ما قدمته نتائج الدراسات العددية والإحصائية والتّرميزية مع محتويات القرآن الكريم، وما أظهرت من دلائل، وما تحمل من حقائق، تعتبر أحد نتائج عظمة النّظْم القرآني، وأحد وجوه اعجازه البياني.
?   يعرض المبحث أهمّيّة النَّظْم للكلمات والمعاني، وأهميته وأهم ما قيل فيه وتفسيره، والفرق بين الحروف المنظومة والكلم المنظومة، وعلاقة البناء الرقمي بالبناء المعنوي في القرآن الكريم.
?   يوضّح المبحث أسس نظم المعطيات الرّقميّة في القرآن الكريم وترتيبها وترابطها، وعلاقتها بالنظام اللغوي وبالمعنى والدلالات للنّص القرآني المحيط بها، بما احتوى من كلمة وحرف ورقم، وبما حمل من المعاني والدّلالات.
?   يقدم المبحث نظرية لنظم المعطيات الرقمية في القرآن الكريم، توضح جميل نظمه الرقمي وبديع رصفه العددي، وتعتبر أحد الأسس لتوضيح نظم وتنظيم هذه المعطيات وقواعد ترتيبها وترابطها.
?   تساهم النظريّة في إظهار جماليّة اللغة بياناً وبنيةً، حروفاً وكلمات، أرقام وأعداد، روابط وعلاقات، وارتباطها بالتّرتيب القرآني فهما وجهان لإعجاز القرآن البياني، لا ينفصل أحدهما عن الآخر، حيث تتّحد لغة الحروف بلغة الأرقام، من خلال الجمع بين الصورة النّحويّة والصّورة البلاغيّة مع الصّورة العدديّة، والدّمج بين التّركيبي والدّلالي والرّقمي، في بناء وتركيب وتنظيم وتحليل وتوصيف وتفصيل المعطيات الرّقميّة في القرآن الكريم.
?   يقدم المبحث أهمية نظرية نظم المعطيات الرقمية وضوابط نظم المعطيات الرقمية في القرآن الكريم.
?   تعتبر النظرية مرتكزاً ومنطلقاً لنظريات أخرى لنظم المعطيات الرقمية في القرآن الكريم، فمن المؤكد أنها ليست الوحيدة وإنما واحدة من النظريات لنظم المعطيات الرقمية في القرآن الكريم.
?   تعد نظرية نظم المعطيات الرقمية وما تقدمه من إسهامات البديل العصري لأسلوب إثبات اعجاز القرآن الكريم اللغوي والبياني والعددي والعلمي من خلال نظريّة النَّظْم، والتي ستجعل روّاد هندسة المعرفة، وخبراء نظريات المعلومات مسحورين متعجّبين أمام هندسة القرآن المعرفيّة ونظمه الحرفي الرّقمي المعجز.
26-   الخاتمة
أظهر المبحث أهمية النَّظْم عند التعامل مع معطيات القرآن الكريم الرّقميّة، وبالتالي نظريّة نَظْم المعطيات الرّقميّة في القرآن الكريم، ستكون الأساس والمنطلق لإعجاز العصر، ألا وهو الإعجاز العلمي العددي وما بعد العددي في كتاب الله سبحانه وتعالى، وإن تأصيل هذه النظريّة يجعلها منهجاً ثابتاً في الأبحاث والدّراسات الإعجازيّة العلميّة العدديّة والنّقديّة المعاصرة، وسيفتح استخدام هذه النظريّة بعد تأصيلها، أبوابًا جديدة في البحث العلمي المتعلّق بالقرآن الكريم وعلومه أمام الباحثين، إذ يمكن استخدامها لكشف حقائق وأسرار وإعجاز جديد للنّص القرآني، وأحد أساليب الدّعوة إلى الله سبحانه وتعالى.
تم بحمد الله






27-   المراجع   
القرآن الكريم، مصحف المدينة النّبويّة، حسب الرّسم العثماني.
برنامج الشِّفرة المثاني للقرآن الكريم. د. خالد بكرو، المؤتمر الدولي الخامس للتطبيقات الإسلامية في علوم الحاسب وتقنياته، أندنوسيا، ديسمبر 2017. http://www.BinaryQuranCode.blogspot.com.tr/
برنامج إحصاء القرآن الكريم حسب الرسم الأول، الإصدار 3.5، 2017، موقع أسرار الإعجاز العلمي، المهندس عبد الدّائم الكحيل. http://www.kaheel7.com/ar/
إعجاز القرآن. الباقلاني، أبو بكر محمد بن الطيب (ت: 403 هـ)، تحقيق: السيد أحمد صقر، ط 5، مصر، دار المعارف، 1997م.
الإتقان في علوم القرآن الكريم. السّيوطي، عبد الرحمن بن الكمال جلال الدين السّيوطي (ت: 911 هـ)، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، القاهرة، مصر، الهيئة المصرية العامة للكتاب،1394 هـ، 1974م.
البرهان في علوم القرآن. الزّركشي، بدر الدين محمد بن عبد الله بن بهادر الزّركشي (ت: 794 هـ)، تعليق: مصطفى عبد القادر عطا، بيروت، لبنان، دار الكتب العلمية 1988م.
البنية الرّقميّة للكلمة القرآنيّة. بكرو، خالد، المجلة الدولية المحكمة للعلوم الهندسية وتقنية المعلومات، مجلد 4، عدد 1، رقم مرجعي ع. ت. 03، ديسمبر 2017، جامعة مصراته، ليبيا.
الجامع لأحكام القرآن القرطبي. محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح )ت: 671 هـ)، تحقيق: أحمد عبد العليم البردوني، ط 2، القاهرة، مصر، دار الشعب، 1372 هـ، 1953م.
المعجزة، نظريّة قرآنيّة في الإعجاز العددي، النظرية الأولى. الرّفاعي، المهندس عدنان، ط 3، دمشق، سوريا، دار الفكر، 1421هـ، 2000م.
المعجم الوسيط. مصطفى، إبراهيم، وآخرون. تحقيق: مجمع اللغة العربية، ط 2، إستانبول، تركيا، دار الدعوة، 1989م.
المعطيات الرّقميّة في القرآن الكريم. بكرو، خالد، قيد النشر.
دلائل الإعجاز. الجرجاني، عبد القاهر بن عبد الرحمن بن محمد الفارسي الأصل، الجرجاني (ت: 471 هـ)، تحقيق: محمود محمد شاكر أبو فهر، القاهرة، مصر، مطبعة المدني، 1992م.
رياضيات القرآن الكريم، نظرية المجموعات، بكرو، خالد، المجلة الدولية للتطبيقات الإسلامية في علوم الحاسوب وتقنياته – إجازات IJASAT ، العدد 3، المجلد 5، سبتمبر 2017.
رياضيات القرآن الكريم، المصفوفات، بكرو، خالد، المجلة الدولية للتطبيقات الإسلامية في علوم الحاسوب وتقنياته – إجازات IJASAT ، العدد 3، المجلد 5، سبتمبر 2017.
طريقة صفّ المعطيات الرّقميّة في القرآن الكريم بشكل مصفوفة سّطريّة، بكرو، خالد، 1438، المجلة الأكاديمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة، عدد 2، رقم 3، 2018.
علوم القرآن وإعجازه. زرزور، عدنان محمد، عمان، الأردن دار الاعلام، 1426هـ، 2005م.
فتح القدير الجامع بين فني الرّواية والدّراية من علم التّفسير. الشّوكاني، محمد بن علي بن محمد (ت:1250 هـ) ، دمشق، سوريا، دار ابن كثير، 1414هـ.
كلياّت رسائل النّور، إشارات الإعجاز في مظان الإيجاز. النّورسي، سعيد (ت: 1960م)، تحقيق: إحسان قاسم الصالحي، بغداد، العراق، مطبعة الخلود، 1409هـ 1989م.
كلياّت رسائل النّور، المكتوبات. النّورسي، سعيد (ت: 1379هـ)، ترجمة: إحسان قاسم الصالحي، ط 2، القاهرة، مصر، دار سوزلر للنشر، 1960م.
كلياّت رسائل النّور، الكلمات. النّورسي، سعيد، تحقيق: إحسان قاسم الصالحي، ط 2، إستانبول، تركيا، مركز التّرجمة والبحوث العلميّة، مؤسّسة آلتين باشاق، استانبول، تركيا، ط 2، 1433هـ- 2012م.
لسان العرب. ابن منظور، محمد بن مكرم بن على، أبو الفضل، جمال الدّين ابن منظور الأنصاري (ت: 711 هـ)، ط 3، بيروت، لبنان، دار صادر، 1414 هـ.
مباحث في إعجاز القرآن. مسلم، مصطفى، ط 3، دمشق، سوريا، دار القلم، 1426هـ،2005م.
مفاتيح الغيب أو التّفسير الكبير=تفسير الرّازي. الرّازي، محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين التيمي الرّازي (ت: 606هـ)، ط 3، بيروت، لبنان، دار إحياء التّراث العربي، 1420 هـ.
نظم الدرر في تناسب الآيات والسور. البقاعي، برهان الدين أبو الحسن إبراهيم البقاعي (ت: 885 هـ)، تحقيق: عبد الرزاق غالب المهدي، بيروت لبنان، دار الكتب العلمية، 1995م.








Digital Data Arrangement Theory
 In The Holy Quran

Dr. Khaled Bakro


ABSTRACT

The information age which we live, depends on science and knowledge system, which used modern information theory, its sources organized data, arranged information. It forces us to deal with the digital data in the Holy Quran, as part of the organized system, with its data, information, inputs and outputs.
The research explains foundations of digital data systems in the Holy Quran, and their correlations with linguistic system, the meaning and connotations of Qur'anic text, including contained word, letter and number. that it is through Digital Data Arrangement Theory In the Holy Quran, which purpose to clarify the foundations of systems and organization of these data, and its order and coherence rules .
The theory helps to show aesthetic language as structure of the statements, letters and words, and numbers. Where unite letters language in numbers language, by combining image grammatical and rhetorical image, with the numerical image.
Rhetorical Systems Theory was the basis of miracles in the Holy Quran, so Digital Data Arrangement Theory In the Holy Quran will be the basis for new miracles. Which make pioneers of knowledge engineering, and expert's information theory, are fascinated and astonished, in front of the Holy Quran cognitive engineering, and systems digital literally miraculous.

Key words: Digital Data in the Holy Quran, Digital Data Arrangement Theory In the Holy Quran, Numerical Miracles in the Holy Quran.


1-     سعيد النّورسي. كلياّت رسائل النّور، إشارات الإعجاز في مظان الإيجاز، ص 21- 29.
2-     سعيد النّورسي. كلياّت رسائل النّور، المكتوبات، القسم الثاّلث من المكتوب التاّسع والعشرين، ص: 522-527.
3-     سعيد النّورسي. كلياّت رسائل النّور، إشارات الإعجاز في مظان الإيجاز، ص 41.
4-     الجرجاني. دلائل الإعجاز، بتصرف.
5-     الجرجاني، دلائل الإعجاز ص 454.
6-     الباقلاني. إعجاز القرآن 184/1.
7-     الجرجاني. دلائل الإعجاز، 156/1.
8-     السيوطي. الإتقان في علوم القرآن، 2/289.
9-     الزّركشي. البرهان في علوم القرآن، ص 35-39.
10-     سعيد النّورسي. كلياّت رسائل النّور، إشارات الإعجاز في مظان الإيجاز، ص 34-45.
11-     سعيد النّورسي. كلياّت رسائل النّور، المثنوي العربي النّوري، نقطة من نور معرفة الله، ص 413.
12-     مصطفى مسلم. مباحث في إعجاز القرآن، ص 133.
13-     ابن منظور. لسان العرب، باب رتل، ج 11، ص 265.
14-     القرطبي. الجامع لأحكام القرآن الكريم = تفسير القرطبي، ج 19، ص37. والثّعالبي. فقه اللغة، ج 1، ص 21. والشّوكاني. فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير، ج 5 ص316.
15-     ابن منظور .لسان العرب، ج 3، ص 424-423. ومصطفى. إبراهيم وآخرون، المعجم الوسيط ج 2، ص 928.
16-     الزّركشي. البرهان في علوم القرآن، ص 35-39.
17-     سعيد النّورسي. كلياّت رسائل النّور، المكتوبات، الجزء الثاني، ص 247.
18-     سعيد النّورسي. كلياّت رسائل النّور، المكتوبات، ص 504.
19-     د. خالد بكرو. المعطيات الرقمية في القرآن الكريم.
20-     د. خالد بكرو. رياضيّات القرآن الكريم، نظريّة المجموعات.
21-     د. خالد بكرو. رياضيّات القرآن الكريم، المصفوفات.
22-     سعيد النّورسي. كلياّت رسائل النّور، إشارات الإعجاز في مظان الإيجاز، ص 22.
23-     سعيد النّورسي. كليّات رسائل النّور، إشارات الإعجاز في مظان الإيجاز، ص 22.
24-     د. خالد بكرو. البنية الرّقميّة للكلمة القرآنيّة.
25-     سعيد النّورسي. كلياّت رسائل النّور، إشارات الإعجاز في مظان الإيجاز، ص 132-185.
26-     الّزركشي. البرهان في علوم القرآن.
27-     عدنان زرزور. علوم القرآن الكريم وإعجازه، ص 249-250.
28-     د. خالد بكرو. طريقة صفّ المعطيات الرّقميّة في القرآن الكريم بشكل صف مستقيم (المصفوفة السّطريّة).
29-     سعيد النّورسي. كلياّت رسائل النّور، إشارات الإعجاز في مظان الإيجاز، ص 249.
30-     د. خالد بكرو. برنامج الشِّفرة المثاني للقرآن الكريم.
31-     المهندس عبد الدّائم كحيل. برنامج إحصاء القرآن الكريم حسب الرّسم الأول، الإصدار 3.5.
32-     عبد الرحمن السيوطي. الإتقان في علوم القرآن، (2/443).
33-     الرّازي. تفسير الرّازي = مفاتيح الغيب أو التّفسير الكبير، 5/102.


           أسأل الله أن يتقبل هذا البحث برجاآت سبعة: ذكراً لله، دعوةً لله، تدبراً للقرآن، جهاداً بالقرآن، علم ينتفع به، عملاً صالحاً، صدقةً جارية. وغاية واحدة: وجه الله سبحانه وتعالى