Powered By Blogger

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الشفرة المثاني إحدى معجزات القدرة الإلهية والعلم اللدنّي لكونها لغة وشِفرة نقل وحفظ المعلومة الكونيّة وأساس الثورة الرقمية فلابد أن يكون مشاراً إليها في كتاب الله الذي يحتوي إعجازاً لأهل هذا العصر بلغتهم وصنعتهم يعجز علمهم وقدراتهم وأدواتهم والكبير من حاسباتهم وكما سجد لله جهابذة أهل البيان أمراء الفصاحة وسحرة الكلام لبلاغته فسيخّر ساجدين له بهذا العصر أيقونات العلوم ونوابغ العلماء وصنّاع ذكاء الحواسيب لإعجازه عجبه عظمته، فهي تحمل المعاني الفوائد اللطائف وتكشف عن كثير من الحقائق الأسرار المعجزات

بحث هذه المدونة الإلكترونية

بحث هذه المدونة الإلكترونية

Translate

برنامج الشفرة المثاني للقرآن الكريم د. خالد بكرو

المعطيات الرّقميّة في القرآن الكريم، د. خالد بكرو

المعطيات الرّقميّة في القرآن الكريم Digital Data in The Holy Quran المجلة الأ...

لزيارة صفحة الفايس بوك

لزيارة صفحة الفايس بوك

عنوان الموضوع

نبذة عن محتوى الموضوع

عنوان الموضوع

نبذة عن محتوى الموضوع

عنوان الموضوع

نبذة عن محتوى الموضوع

عنوان الموضوع

نبذة عن محتوى الموضوع

عنوان الموضوع

نبذة عن محتوى الموضوع

‏إظهار الرسائل ذات التسميات د.خالد بكرو. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات د.خالد بكرو. إظهار كافة الرسائل

السبت، 13 أكتوبر 2018

الحقيقة الرّباعية لتكريم حروف الاسم الأعظم ﴿ الله ﴾ الرباعية - د. خالد بكرو

الحقيقة الرّباعية لتكريم حروف الاسم الأعظم ﴿ الله ﴾ الرباعية
الدكتور المهندس خالد بكرو
باحث في الاعجاز العلمي في القرآن الكريم

 
مجلة كلّيّةُ الدّعوة وأصول الدّين، الجامعة الأسمرية، ليبيا، العدد 1، 2016
الخلاصة
        
       إن العلم بالله سبحانه وتعالى هو أصل العلوم وأشرفها وأوجبها، فمن أجله أرسلت الرسل، وأنزلت الكتب، وكان الوجود بمخلوقاته وموجوداته تعرّف على الخالق القدوس سبحانه وتعالى، وكانت كلمات الله سبحانه وتعالى في كتابه المقروء والمنظور تدلّ على الواحد الأحد سبحانه وتعالى.
فكما اقتضت الحكمة والقدرة الإلهية والعلم والمعرفة الربانية، بناء وتكوين وتشكيل وترتيب أعظم اسم في الوجود، من بنية رباعيّة الحروف، فمن الممكن والله أعلم، أنها اقتضت تبعية كل ما في الوجود رباعياً لهذه الكلمة، وتكريماً لهذا الاسم الأعظم وللرقم الدّال على عدد حروفه أو بنيته الرقمية، لقد كرّمه المولى سبحانه وتعالى بتكريم كثير، تم تلخيصهم وجمعهم بأربع حقائق، أولها أن جاءت معظم أسماء وصفات الله سبحانه وتعالى رباعية البينة الرقمية، وثانيها أن كلمة التوحيد أجلّ حقيقة في الكون وأعظم شهادة في كتاب الله سبحانه وتعالى، اختصت بالاسم الأعظم وكانت رباعية البنية الرقمية، وتكرّرت في القرآن الكريم بأشكال أربع، والثالثة: أن القرآن العظيم المنزل على خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم، رباعي البنية الرقمية، فاسمه ومعظم صفاته المذكورة فيه، وأكثر كلماته وآياته رباعيّة البنية الرقمية، ورابعها أن جاء أمر الفعل الإلهي والتكوين والجعل والحدوث والوجود والتّشيؤ، الكلمة { يكون } رباعيّة البنية الرقمية. بالإضافة إلى ذلك كان مدار أسماء الله سبحانه وتعالى وصفاته، أنواع دلالاتها، أركان العلم والمعرفة منها أربعة، وكانت براهين ومراتب وأقسام التوحيد والطرق الدّالة على الصانع سبحانه وتعالى أربعة. لهذه الحقائق الأربع عند الخالق سبحانه وتعالى أساسات ومرجعيات أربع: الإرادة، العلم، الحكمة، القدرة، ولأنه في الوجود أربع: الذات الإلهية، والصفات الإلهية وتصدر عن الذّات ومتوحّدة فيها، ويصدر عنها الفعل (عالم الخلق)، ويتعلق بها (عالم الأمر).
الكلمات المفتاحية: المعالجة الآلية للغة العربية، البنية الرقمية للكلمة القرآنية، الإعجاز العددي في القرآن الكريم، حقائق الاسم الأعظم.


أسأل الله أن يتقبل هذا البحث ذكراً لذاته ودعوة له ولدينه، وعلم ينتفع به وعمل صالح وصدقة جارية.

الخميس، 11 أكتوبر 2018

طريقة صفّ المعطيات الرّقميّة في القرآن الكريم بشكل صف مستقيم (المصفوفة السّطريّة)، الدكتور المهندس خالد بكرو



طريقة صفّ المعطيات الرّقميّة في القرآن الكريم 
 بشكل صف مستقيم (المصفوفة السّطريّة)         
الدكتور المهندس خالد بكرو


باحث في الإعجاز العلمي في القرآن الكريم


                    المجلة الأكاديمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة، عدد 2، الرقم 3، 2018.             

بما أن للكلمة القرآنيّة كيفيّةً وهيئةً وموقعاً، وكما أن لها دور وضرورة في السّياق للدلالة على المعنى وإيضاح الصّورة، ودور علمي في الدّلالة على حقائق وظواهر وأحداث، فإن لها دور عددي يلائم المعنى ويرتبط به، وله دلالات إعجازيّة مختلفة، وكما أن للكلمة القرآنيّة معنى لغوياًّ وبيانياًّ وغيبياًّ وعلمياًّ، ولترتيبها ونَظْمها وتكرارها نظاماً متكاملاً محكماً، فأيضاً هناك نظام وبناء محكم لعدد حروفها أو بنيتها الرّقميّة، لذلك ينبغي دراسة ومعالجة المعطيات الرّقميّة الموجودة في النّص القرآني بكافة أصنافها وأنواعها، بحيث نحافظ على ترتيبها وتسلسلها، ويكون لها موقعاً ومكانةً ومَنْزِلة ودوراً.
يقدّم المبحث طريقة للتّعامل مع المعطيات الرّقميّة في القرآن الكريم، من خلال صف وترتيب ونَظْم هذه المعطيات على شكل صف مستقيم سطري، لتشكّل بنية معطيات رياضيّة هي المصفوفة السّطريّة، حيث يعرض المبحث الإشارة إليها والدّليل عليها من القرآن الكريم، ويقدم الأساس والمرجع العلمي لها، لكي تصبح منهجاً ثابتاً في أبحاث الإعجاز العلمي والعددي في القرآن الكريم، فقد تكون الطّريقة الأفضل والأكثر فائدة في التّعامل مع المعطيات الرّقميّة في النّص القرآني والله سبحانه وتعالى أعلم.
تثبت طريقة صف المعطيات الرّقميّة في القرآن الكريم بصف مستقيم سطري بشكل مصفوفة سطريّة أن المعطيات الرّقميّة في القرآن الكريم لم تُوضع عبثًا، بل هي منظّمة بإحكام، ومرتّلة بدقّة، فهي تبيّن روائع التّرتيب القرآني والنّسق الفني لكل ما احتوى، لما تمتاز به من إظهار للتّرابط والتّناسق والجماليّة بين البناء اللغوي والبياني للنّص القرآني والبناء الرّقمي، إذ تحافظ على بنية الآية وترتيب مكوّناتها وعلى تسلسل المعنى والدّلالات فيها، وتساعد على استخراج وإظهار للعلاقات الرّياضيّة والأنظمة الرّقميّة والتّناسقات العدديّة للنّص القرآني بشكل سريع، بالإضافة إلى أن تطبيقها وبرمجتها حاسوبياً سهل وبسيط، ويمكن أن تستخدم لإيجاد حقائق وفوائد وإعجاز، وكشف أسرار النّص القرآني.
الكلمات المفتاحية: المعالجة الآلية للغة العربية، الإعجاز العددي في القرآن الكريم، المصفوفات في القرآن الكريم، المصفوفات البنية الأساسيّة للمعطيات الرقمية في القرآن الكريم، طريقة صف المعطيات الرقمية في القرآن الكريم، الحاسوب والقرآن الكريم.




استُخدمت المعطيات الرّقميّة في القرآن الكريم من قبل الباحثين بطرق مختلفة، واجتهدوا إيجاد طريقة أو بنية تظهر المعطيات الرّقميّة، وتحافظ على نظام الآيات وترتيبها، وتسلسل الكلمات وتناسقها، دون الإخلال بالمعنى العام، فمنهم من هداه الله سبحانه وتعالى إلى الصّحيح منها، ومنهم من اجتهد تاركاً أمر الاختيار وإثباته للمولى عز وجل، لذلك كان لابدّ من قاعدة عامة يُعتمد عليها وطريقة واضحة يُرجع إليها، وبنية رياضيّة صحيحة علمياًّ وشرعياًّ.


يعتبر واجباً البحث عن طريقة لترتيل ورصف وصفّ المعطيات الرّقميّة في القرآن الكريم، ويعتبر من الضروري إيجاد شكل رياضي مؤصل علمياً وشرعياً، للتعامل مع العدد وإيجاد البنية الرّياضيّة الصّحيحة التي تحتوي وتناسب العدد القرآني، تكون قادرة على إظهار ما فيه من تنسيق وتنضيد وترتيب وارتصاف، واستيعاب كل ما فيه من نظام وانتظام وحسن نَظْم واعجاز، واستخراج ما فيه من حقائق ودقائق ولطائف وفوائد.

يسعى المبحث بشكل مبدئي بسيط تأصيل طريقة للتّعامل مع المعطيات الرّقميّة في القرآن الكريم بحيث تظهر ما في النّص القرآني من روائع وترابط وتناسق، وتحافظ عليه كبناء محكم، وتكون مستنبطة مما يعلمه لنا القرآن العظيم.

تعدّ طريقة صف المعطيات الرّقميّة في القرآن الكريم، بشكل صفّ مستقيم سطري يمثّل بنية رياضيّة كمصفوفة سطريّة، الأفضل والأكثر فائدة في التّعامل مع المعطيات الرّقميّة في النّص القرآني، وفي أبحاث الإعجاز العلمي العددي، إذ تحافظ على التّرابط بين البناء اللغوي والبياني للنّص القرآني والبناء الرّقمي، وعلى بنية الآية وترتيب مكوّناتها وعلى تسلسل المعنى والدّلالات فيها، وتساعد على استخراج وإظهار للعلاقات الرّياضيّة والأنظمة الرّقميّة والتّناسقات العدديّة للنّص القرآني بشكل سريع. بالإضافة إلى أن تطبيقها وبرمجتها حاسوبياً سهل وبسيط، ويمكن أن تستخدم لإيجاد حقائق وفوائد، وكشف أسرار وإعجاز الأعداد والأرقام في النّص القرآني، حيث يضيف المبحث نقطة صغيرة جديدة في بحر إعجاز القرآن الكريم، طارقاً باباً جديداً للتّدبر والتّأمل في كتاب الله سبحانه وتعالى.

3- منهجيّة المبحث

تم الحرص على أن تكون جميع الشواهد والأمثلة معطيات قرآنيّة، تم تحليلها وتفسيرها، جاهدين التّدقيق والتّحقيق، والالتزام الموضوعيّة العلميّة، والمنهجيّة السويّة، ومراعاة الأسس والنظم الرّياضيّة العلميّة، وذكر الحقائق كما هي وبكل أمانة، بعيداً عن التّكلف والمبالغة والتّكرار، والمبالغات، والأوهام الزّائفة، محاولين الاختصار والتّركيز ما أمكن على الهدف من المبحث، دون الدّخول في تفسير الآيات إلا عند الضّرورة.

4- مقدّمة
ما الوجود بموجوداته ومخلوقاته إلا بحكم مسجد كبير اصطفّت فيه الموجودات والمخلوقات صفوفاً على{لا إله إلا الله}، تذكّر بمبدع ناظمها وخالقها،  "وما يدريك لعلّ القَدر الذي لا يهمل شيئًا من الأشياء يكتب بأشكال هذه الصّفوف المباركة المنتظمة في حركاتها سطوراً على صحائف عاَلم المثال الذي من شأنه حفظ ما فيه دائماً " ([1]).
5- الرّصف والتّنظيم والتّنسيق من صفات كتاب الله سبحانه وتعالى
أكّد الله سبحانه وتعالى، على إحكام كتابه وكمال ترابط سوره وآياته لحدٍ تعجز الخلائق عن الإتيان بمثله، إذ قال سبحانه وتعالى:
﴿الر كِتَٰبٌ أُحْكِمَتْ ءَايَٰتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِير﴾[هود، 11/1]
 وأرجع أمر ترتيبه وتنضيده وحُسن نَظْمه ونظامه وبديع صفّه ورصفه له عز وجل، فقال:
﴿وَ رَتَّلْنَٰهُ تَرْتِيلًا﴾[الفرقان، 25/32]
 والتّرتيل للقرآن الكريم طلبٌ وأمرٌ من منزل القرآن سبحانه وتعالى، إذ يقول سبحانه وتعالى:
﴿وَ رَتِّلِ الْقُرْءَانَ تَرْتِيلًا﴾ [المزمل، 73/4]
 والترتيلُ لغةً من (رتل) الرَّتَلُ حُسْن تَناسُق الشيء، وَغْرٌ رَتَلٌ ورَتِلٌ إِذا كان حَسَن التّنضيد مُستوي النباتِ ([2])، فالتّرتيل: التّنضيد والتّنسيق وحسن النّظام ([3])، يقول ابن منظور: نضّد الشّيء: جعل بعضه على بعضه متّسقا، والتّنضيد للمبالغة في وضعه متراصفاً ([4]). فيكون المعنى إنّا نظّمنا الآيات الكريمة تنضيداً وتنسيقاً ورصفاً متناهي الدّقة، بحيث يستحيل أن يُرى فيها أي خلل من هذا الجانب، جانب التّرابط والتّنظيم أو التّرتيبات والرّوابط الذي عدّه كثير من العلماء وجهاً من وجوه الإعجاز القرآني. 

6- ميّزات الكتاب العظيم
طالما أن العزيز العليم سبحانه وتعالى من نظّم ونضّد ونسّق آيات وكلمات وحروف وأرقام كتابه، وأن الحكيم الخبير سبحانه وتعالى من أحكم وفصّل آياته، فكان كتاباً عظيماً كريماً مباركاً مجيداً حفيظاً عزيزاً حكيماً مبيناً، وفرقاناً وروحاً ونوراً، قَيِّماً لا عوجَ فيه ولا ريبَ ولا مريةَ ولا ارتياب، وهو حَبْلُ اللهِ الْمَتِينُ، وَهُوَ الذِّكْرُ الْحَكِيمُ، وَالصِّراطُ المستقيمُ، وهو قُرآنٌ عَجَبٌ، يهدي إلَى الرُّشْدِ، أَنزله الله سبحانه وتعالى هدىً ورحمةً وشفاءً وبياناً وبصائِرَ وتذكرةً، لا تَنقَضي عجائبُه ولا يَشبعُ منه العلماء.
يتميّز كتاب الله سبحانه وتعالى، بأنه بناء عظيم مُحكَم، نُظّمت وصفّت حروفه وكلماته تنظيماً وصفاًّ متناهي الدّقة ضبطاً وتنسيقاً ونَظْماً وتوزيعاً وعداًّ، وهي مرتّبة بنظام بلاغي رقمي محكم ومتقن، وميزان دقيق محسوب، فخيوط النّسج القرآني مشبوكة بموازيين داخليّة وخارجيّة يتماسك من خلالها النّص القرآني لغوياًّ وبلاغياًّ ورقمياًّ وعلمياًّ بصورة مطلقة، فهو جامع لمحاسن الجميع على غير نَظْم شيء منها، حتى لا ترى شيئاً من الألفاظ أفصح ولا أجزل ولا أعذب من ألفاظه، ولا ترى نظماً أحسن تأليفاً وأشدّ تلاؤماً وتشاكلاً من نظمه، فكلّ آية من آياته تتميّز ببلاغة كلماتها ودقّة معانيها وقوّة أسلوبها، وطريقة نظمها، ووقع ألفاظها وحلاوتها، وارتباط أرقامها، وما تتضمّنه من حقائقَ علميّة، وإيمانيّة وإخباريّة لا تنتهي.
7- الصَفُّ صفة أشياء من الجنّة والملائكة وأحبّاء الله سبحانه وتعالى
الصَفُّ لغةً: السَّطْرُ المُسْتَوي المستقيم من كل شيء معروفٌ وجمعه صُفُوفٌ ([5]).
لدى البحث في القرآن الكريم عن كلماتٍ تحمل معنى التّرتيب أو التّنظيم أو التّنضيد أو التّنسيق أو الرّصف أو النظم، تم ملاحظة أن الحكيم العليم سبحانه وتعالى، اختار كلمة{صفّا}وكلمة{مصفوفة} ليعبّر عن جميع هذه المعاني، فقد وصف بكلمة{صفّا} من يحب وهم المقاتلين في سبيله، وملائكته، وأقسم بالصّفات صفّا، واختار لوصف أشياء من الجنّة كلمة{مصفوفة}.
8- صفّ محتويات القرآن الكريم على شكل صفوف سطريّة
صفَّ الله سبحانه وتعالى الكون المسطور وأبدع كائناته وموجوداته كالكتاب المسطور، على شكل أسطر مصفوفة، وأقسم بهذا الكتاب، بقوله: {والكتاب المسطور}، وأقسم بمحتوياته بقوله: {والصّافّات صفّا}، ليشدّ انتباهنا إلى حقيقة الكون الكبير وندقّق في سطوره، ونتفكّر في صفوفه، من الذّرات إلى المجرّات، ونقول ما أعظم ناظم هذه الصّفوف وما أحكمه. وما هذا النّظم إلا نموذج لكتاب الكون حيث سطّرت الموجودات التي تعبر عن كلماته بشكل صفوف مستقيمة.
لإظهار روائع التّرتيب القرآني والنّسق الفنّي لكل ما احتوى، من سورة وآية وكلمة، فإن كلّ واحدة منها بناء منظّم أو تجمّع مرتّب، يضمّ عدد من المجموعات الجزئيّة المنظّمة والمرتّبة، ولا يمكن الإخلال بهذا التّنظيم أو العبث بهذا التّرتيب، لأن ذلك سيفقدها معناها ويسلبها هدفها، فالآية مجموعة مصفوفة مرتّبة منضّدة منضبطة بإحكام على شكل صف سطري مستقيم، مؤلفة من حروف مرصوفة بنظم دقيق تشكّل الكلمات، ترتبط ببعضها بلاغياًّ ونحوياًّ وصوتياًّ وعلمياًّ، بالإضافة لارتباطها الرّقمي بسلسلة من العلاقات الرياضيّة العدديّة.
          اللغة والتّرتيب القرآني وجهان لإعجاز القرآن الكريم البياني لا ينفصل أحدهما عن الآخر، حيث تتّحد لغة الحروف بلغة الأرقام، بما أنّ نَظْمَ القرآن الكريم وتنزيله على شكل آيات مسطورة ومصفوفة على شكل صفوف، قال سبحانه وتعالى:
﴿وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ ءَايَٰتٍ بَيِّنَٰتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَٰسِقُونَ﴾[البقرة: 2/99]
 والقرآن الكريم هو صراط الله سبحانه وتعالى المستقيم كم ورد في التّفاسير، والمستقيم هو القويم الواضح الذي لا اعوجاج فيه، قال سبحانه وتعالى:
﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَ لَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا﴾ [الكهف: 18/1]
وهي أيضاً إشارة إلى أن صفوفه مسطورة بصفوف مستقيمة لا عوج فيها.
          ومنه نجد أنّه من الضرورة عند التّعامل مع معطيات القرآن الكريم، وخصوصاً المعطيات الرّقميّة صفّها على شكل صفوف سطريةّ مستقيمة.
9-   البناء الرّقمي للقرآن الكريم
يحتوي كتاب الله سبحانه وتعالى على نَظْم رقمي وترتيب عددي فائق التّرابط والدّقة، وأنظمة رقميّة وبنى حسابيّة وعلاقات عدديّة لا تُحصى، فهناك نظام مرتّب ودقيق لتوزيع الكلمات والحروف وتكرارها، ونظام للسّور والآيات وترابطها وتناسقها، ويتفرع منها العديد من الأنظمة والعلاقات الرّقميّة المختلفة التي تربط بعضها ببعض، ولكل نصّ قرآني نظام رقمي مُحكم.
         إن محتويات القرآن الكريم من حروف وكلمات وأرقام يمكن تحويلها إلى بنىً رياضيّة جبريّة مرتّبة العناصر كالمجموعات والمصفوفات وتنفيذ عدد من العلميات الرّياضيّة والمنطقيّة عليها ([6])
يمكن تصنيف المجموعات في القرآن الكريم إلى مجموعات حرفيّة تحتوي على كلمات أو حروف، ومنها عدديّة تحتوي أرقام وأعداد، ومنها حرفيّة عدديّة، ومن مثل عناصرها يمكن تشكيل مصفوفات بأنواع مختلفة من محتويات القرآن الكريم، لكن معظمها مصفوفات سطريّة أو شعاع السّطر، فالمصفوفة السّطرية هي الشّكل المناسب للتعامل مع محتويات القرآن الكريم، سواء كانت حرفيّة أو عدديّة، إذ يمكن اعتبار المصفوفة السّطريّة أو شعاع السّطر كبنية رياضية، البنية الأساسيّة للمعطيات القرآنيّة، وخصوصاّ المعطيات الرّقميّة ([7]).
10-      المعطيات الرّقميّة في القرآن الكريم
يمكن تصنيف أنواع المعطيات الرّقميّة في القرآن الكريم إلى صنفين ([8]):
ò   المعطيات الرّقميّة الصّريحة، ولها نوعين:
õ   الأعداد والأرقام المكتوبة بكلمات القرآن الكريم ضمن الآيات (سبعه، اربعه، واحد).
õ   الأعداد المرسومة، مثل رقم السورة ورقم الآية (53، 186).
ò   المعطيات الرّقميّة المستنتجة، وهي أربع أنواع:
õ   أعداد محسوبة(مُحصاة)، مثل (عدد آيات القرآن الكريم، عدد كلمات القرآن الكريم، عدد حروف القرآن الكريم......)، تكرار (آية، عبارة، كلمة....).
õ   أعداد مستخرجة(مستنبطة)، مثل عدد حروف كلمة، القيم العدديّة لمجموع تكرار الأحرف العربية في القرآن الكريم.
õ   أعداد مجمّعة، مثل صف رقم السورة مع رقم الآية لتكوين عدد، صف الأعداد النّاتجة عن عدد حروف كلمات آية لتشكيل عدد.
õ   أعداد محوّلة، مثل المكافئ بنظام العدّ الثّنائي لرقم بنظام العدّ العشري.
وأيضاً من المهم أن نذكر أن:
ü    كل عدد له إعجازه الخاص، لكن يمكن القول أن المعطيات الرّقميّة الأساسيّة في إعجاز القرآن الكريم هي الرّقم (7) سبعة والرّقم تسعة عشر(19).
ü    البناء الرقمي للقرآن الكريم يقوم على قاعدة دقيقة ونظام متقن من الأعداد الأوّليّة.
11-      صفّ وتنسيق المعطيات الرقمية في القرآن الكريم
قال النّورسي:" لكل كلمة حروفاً وهيئةً وكيفيّةً وموقعاً " ([9]).
بما أن الكلمة مجموعة من الحروف المرصوفة بكيفية محدّدة ولها هيئةً وموقعاً بنيةً وهيئةً وشكلاً ورسماً، وبما للكلمة معنىً لغوياًّ وبيانياًّ وعلمياًّ وغيبياًّ، ولترتيبها ونَظْمها وتكرارها نظاماً متكاملاً محكماً، وكما أن للكلمة القرآنيّة دور وضرورة في السّياق للدلالة على المعنى وإيضاح الصّورة، ودور في تناسب الإيقاع، ودور علمي في الدّلالة على حقائق وظواهر وأحداث، فإن لها دور عددي يلائم المعنى ويرتبط به، وله دلالات إعجازيّة مختلفة، فأيضاً هناك نظام وبناء محكم لعدد حروفها أو بنائها الرّقمي وتركيبها العددي، حيث أسمينا عدد حروف الكلمة في القرآن الكريم البنية الرّقميّة للكلمة القرآنيّة، ولهذه البنية الرّقميّة قيم اعجازيّة تتمثّل بأربعة أبعاد قيمة بلاغيّة، قيمة معنويّة، قيمة زمانيّة، قيمة عدديةّ، لذلك ينبغي دراسة ومعالجة المعطيات الرّقميّة الموجودة في النّص القرآني بكافة أصنافها وأنواعها، بحيث نحافظ على ترتيبها وتسلسلها، ويكون لها موقعاً ومكانةً ومَنْزِلة ودوراً ([10]).
إن كل كلمة قرآنية معجزة وتنتمي إلى عالم الأمر، ورسمها توقيفي وبالتّالي فإن البنية الرّقميّة للكلمة القرآنيّة، ليست أرقام صمّاء تتساوى أو تختلف، بل هي الأخرى وجه من وجوه إعجاز الكلمة القرآنيّة البياني البلاغي، حيث أن ربط الأعداد بالحروف، وربط الحروف بالأعداد، سيفتح آفاقاً جديدة ويكشف أسراراً لم نكن نعلمها من قبل، وسيساعد على كشف تفاصيل المنظومة القرآنيّة التي بها يظهر الإعجاز، وسيمكّننا الحصول على نتائج عديدة تساعدنا في استخراج الأسّرار الخفيّة الكامنة في الكلمة القرآنيّة، وفي دلالات عدد حروفها.
12-      الأبحاث السابقة وجهود الباحثين في هذا المجال
اعتمد الباحثون في العدد القرآني واعتاد المتعاملون مع المعطيات الرقمية في القرآن الكريم، على رصفها سطرياً دون اسناد ذلك إلى قاعدة عامة يُعتمد عليها وطريقة واضحة يُرجع إليها، وبنية رياضيّة صحيحة علمياًّ وشرعياًّ (2).
يعتبر البحث الأول من نوعه إذ يبحث توضيح طريقة رصف المعطيات الرّقميّة في القرآن الكريم، وإيجاد قاعدة عامة يُعتمد عليها وطريقة واضحة يُرجع إليها.
13-      طريقة صف المعطيات الرقمية بشكل مصفوفة سطريّة
هي طريقة للتّعامل مع المعطيات الرّقميّة في القرآن الكريم، ولإيجاد الحقائق العلميّة والرّقميّة من معطيات النّص القرآني، حيث تتجلى معجزات القرآن الكريم ببلاغة نَظْمه إلى درجة خارجة عن طوق البشر، وأحد جوانب اعجازه التّنظيم والتّرتيب، وكما أن كلمات الآيات محكمة الصّف والتّرتيل والتّنسيق والتّنضيد، فإن معطياتها الرّقمية محكمة الصّف والتّرتيل والتّنسيق والتّنضيد، فقد نظّمت ورتّبت بتسلسل محدّد، ولا يجوز أبداً تغيير هذا التّسلسل، أو تبديل هذا التّرتيب.
لطريقة صف المعطيات الرقمية في القرآن الكريم بشكل مصوفة سطرية: مبدأ أو شكل، ميزات، برهان ودليل من القرآن الكريم والسنة، ولها دليل ومرجع علمي.
12-1 مبدأ طريقة صفّ المعطيات الرّقميّة بشكل مصفوفة سطريّة
الصفّ بإجماع الفقهاء هو صفّ الأشياء بضمّها مصفوفة بعضها إلى جانب بعض ([11]).
          يقوم مبدأ طريقة صفّ المعطيات الرّقميّة بشكل صفّ مستقيم سطري، على ترتيب المعطيات الرّقميّة في القرآن الكريم بكل أنواعها بجانب بعضها البعض بشكل مستقيم سطري، حسب ترتيبها وتسلسلها في كتاب الله سبحانه وتعالى، دون تغيير ترتيبها وتسلسها، أو إجراء أي عمليّة رياضيّة أو منطقيّة عليها، أي أن آليّة صفّ الأرقام ستكون بشكل متسلسل، كتسلسل الكلمات في سطورها، فيتشكّل لدينا مجموعة من الأرقام المصفوفة بشكل صف مستقيم، يمكن التّعامل معها كبنية رياضيّة تدعى مصفوفة المعطيات الرّقميّة، أو مصفوفة الشعاع السّطري، وهي كما تم ذكر سابقاً أنها قد تكون البنية الأساسيّة للمعطيات الرّقميّة للقرآن الكريم.
نعرض بعض الأمثلة:
سنأخذ مجموعة مختلفة من المعطيات الرّقميّة في القرآن الكريم:
-       البنية الرّقميّة لكلمات الآية (عدد حروف الكلمات) التّالية يمكن صفّها بشكل صف مستقيم على شكل مصفوفة سطريّة، الآية: ﴿ تَنزِيلٌ مِنْ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾ [ فصّلت، 41/2].
   [تَنزِيلٌ      مِنْ         الرَّحْمَنِ     الرَّحِيمِ]
                               [5                2               6               6]
-       رقم السّورة مع رقم الآية مع الأرقام السّابقة، يمكن صفّها بشكل صف مستقيم على شكل مصفوفة سطريّة.
         [فصّلت  -   الآية  - تَنزِيلٌ       مِنْ     الرَّحْمَنِ   الرَّحِيمِ]
                    [41                2         5           2             6             6 ]
-       البنية الرّقميّة لكلمات الآية: ﴿تَنْزِيلُ الْكِتَبِ لا ريب فيه من رب العلمينِ﴾[السّجدة: 32/2]، يمكن صفّها بشكل صف مستقيم على شكل مصفوفة سطريّة.
     [تَنْزِيلُ      الْكِتَبِ    لا       ريب       فيه      من       رب      العلمين]  
      [             5         5  2       3          3       2   2                     7]
-       يمكن صفّ عدد الآيات مع عدد الكلمات مع عدد الحروف لسورة، بشكل صفّ مستقيم على شكل مصفوفة سطريّة، كمثال سورة الفاتحة.
[عدد الآيات   عدد الكلمات    عدد الحروف]
                   [ 7                  31                      139]
12-2    ميّزات طريقة صفّ المعطيات الرّقميّة بشكل مصفوفة سطريّة
 بعد البحث والاطلاع على نتيجة العديد من أبحاث الإعجاز العددي في القرآن الكريم، ودراسة كتب المتقدّمين في إعجاز القرآن الكريم، وآراء العديد من الباحثين والاختصاصيين، ومن خلال الدّراسة العلميّة والتجريبيّة والمركّزة لآيات القرآن الكريم، فقد منَّ الله سبحانه وتعالى عليّ بإيجاد الدّليل القرآني والعلمي لهذه الطّريقة، وتبيّن أن طريقة صفّ الأرقام ونَظْمها وترتيبها بصفٍّ مستقيمٍ سطري، لتشكيل المصفوفة السّطريّة كبنية عدديّة رياضيّة، هي الطّريقة الأفضل والأكثر فائدة في التّعامل مع المعطيات الرّقميّة في النّص القرآني، وفي أبحاث الإعجاز العلمي العددي، و الله سبحانه وتعالى أعلم، وذلك لما تتمتّع به من الخصائص والميّزات لا تتوفر في غيرها، سنذكر أهمها:
õ    تحافظ على بنية الآية كبناء محكم منظّم، وعلى وترتيب مكوّناتها.
õ    تحافظ على تسلسل المعنى والدّلالات المرتبط بالنّص القرآني.
õ    تحافظ على تسلسل سور وآيات وكلمات القرآن الكريم وترتيبها.
õ    تساعد على إظهار التّرابط بين المعنى الذي يحمله النّص القرآني وبين ما تشير إليه البنية الرّقميّة لكلماته.
õ    تساعد على استخراج العلاقات الرّقميّة والتّناسقات العدديّة للنّص القرآني بشكل سريع.
õ    تساعد على أن يكون للبنية الرّقميّة لكل كلمة في الآية موقعاً ومكانةً ومَنْزِلة ودوراً.
õ    تتعامل مع كل الأنظمة العدديّة والعلاقات الرّقميّة بشكل منهجي بسيط.
õ    كل رقم فيها يأخذ مَنْزلة ومرتبة، وهذا يؤدي إلى إنتاج أعداد بمراتب كبيرة، وبالتّالي زيادة في تعقيد الملاحظة العدديّة أو المعجزة الرّقميّة.
õ    تؤدي إلى تشابك الأرقام وترابطها عند صفِّها لتشكل نسيجاً مُحكماً من الأعداد، التي نستطيع من خلالها رؤية جميع الأرقام رؤية مباشرة.
õ    استخدامها وتطبيقها، وبرمجتها حاسوبياً سهل وبسيط.
õ    باعتبارها بنية رياضيّة يمكن إجراء عدد من العمليات الرّياضيّة والمنطقيّة عليها.
õ    يمكن أن تستخدم لإجراء التجارب العلميّة، لإيجاد حقائق وفوائد وإعجاز، وكشف أسرار النّص القرآني، في العديد من فروع العلم والأبحاث، وخصوصاً العلوم الرّياضيّة والتّقنيّة الحديثة، كعلوم الحاسوب وتطبيقاته، حيث يعتمد الحاسوب على المصفوفة في مبدئه تصميماً وفي عمله برمجة وبرامجاً.
12-3 البرهان والإشارات من القرآن الكريم والسّنة النّبويّة
إن الدّليل والبرهان القرآني لهذه الطريقة مذكور وموضّح من قبل منزل القرآن الكريم سبحانه وتعالى، من خلال كلمات فصيحة أو إشارات صريحة، والدّليل الأهم هو أن الله سبحانه وتعالى صفّ كلمات كتابه على شكل صفوف سطريّة، وبالتّالي لا بد للمحتوى القرآني وللمعطيات الرّقميّة القرآنيّة من صفٍّ منضود ورصفٍ دقيقٍ وترتيبٍ متقنٍ.
أشار القرآن الكريم إلى هذه الطّريقة في مواضع ومواقف مختلفة، مؤكداً على أن طريقة الصّف بشكل صفوف مستقيمة سطريّة، وسنعرض جانباً من هذه الإشارات:
أولاً: نعرض الإشارات التّي تدلّ على طريقة الصّف بشكل مصفوفة سطريّة مع أدلتّها القرآنيّة، وهي كالتّالي:
1-     خصّ سبحانه وتعالى سورة كاملة باسم سورة الصّف وهي السّورة رقم 61، للتّأكيد على أهمية الصّف والتّنسيق والتّرتيب.
2-     خصّ سبحانه وتعالى سورة عظيمة باسم سورة الصاّفات وهي السّورة رقم 37، للتأكيد على أهّميّة طريقة الصّف وعناصرها، حيث أقسم سبحانه وتعالى في أول آية منها بالصّافات بقوله سبحانه وتعالى:
﴿وَالصَّٰفَّٰتِ صَفًّا﴾[الصّافات: 37/1]
وهم المجموعات من الملائكة أو المصلّين أو المجاهدين المكمّلين أنفسهم بالاصطفاف في الطّاعة والصّلاة، وما الصّافات إلا المصفوفات، وما أشبه أسطرها بصفوف المصلين في الصلاة. وما طلب الصفّ لها إلا لأن العالم كله مسجد كبير، وجميع كائناته توّحد بارئها في صفوف من الذّرات إلى المجرات، يقول النّورسي عن الصّفوف حول بيت الله سبحانه وتعالى: " فكما أحاط الصّفّ الأول بالبيت أحاط الصّفّ الأخير بعالم الإسلام " ([12]).
3-      أراد الله سبحانه وتعالى أن يظهر لنا أهمّيّة ترتيل وترتيب الأشياء وصفّها، وأنها من الأمور العظيمة، بقوله سبحانه وتعالى:
﴿و إنا لنحن الصافون﴾[الصّافات: 37/165]
والآية من أعظم الإشارات حيث فيها توكيد وتحدّي بذكر {لنحن}، حيث تقول الملائكة أننا نصفّ أنفسنا أو أقدامنا في الصّلاة، أو في أداة الطّاعة والخدمة، أو حول العرش، أو في البحر أو الهواء داعين للمؤمنين أو منتظرين الأمر الإلهي، أو في كل ذلك.
4-     تم ذكر كلمة {صفّا} في القرآن الكريم 7 مرّات، بالإضافة إلى أن كلمتي {الصّافات، الصّافون} مؤلفة من 7 حروف، وهو الرّقم الذي يختصّ بسر إلهي، ويقوم عليه بناء ونظام الكون والنّظام الرّقمي في القرآن الكريم ([13])، وهو أحد المعطيات الرّقميّة الأساسيّة في إعجاز القرآن الكريم ([14]).
5-     جاء ذكر كلمة {صفا} التي تم اعتبارها أهم الإشارات العلميّة القرآنيّة لهذه الطّريقة في العديد من الآيات، سنذكر بعضاً منها حسب ترتيبها وهي:
قال الله سبحانه وتعالى:
﴿ وَعُرِضُوا عَلَىٰ رَبِّكَ صَفًّا لَّقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَٰكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّن نَّجْعَلَ لَكُم مَّوْعِدًا ﴾[الكهف: 18/48].
﴿ فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا وَ قَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَىٰ ﴾[طه: 20/64].
﴿ أَلَمْ ترَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَن فِى السَّمَٰوَٰتِ وَ الْأَرْضِ وَ الطّيْرُ صَٰفَّٰتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَ تَسْبِيحَهُ وَ اللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ[النور: 24/41].
﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَٰتِلُونَ فِى سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَٰنٌ مَّرْصُوصٌ ﴾[الصف: 61/4].
﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَٰفَّٰتٍ وَ يَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَٰنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَىْءٍ بَصِيرٌ ﴾[الملك: 67/19].
﴿ يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَ الْمَلَٰئِكَةُ صَفًّا لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَٰنُ وَ قَالَ صَوَابًا ﴾[النبأ: 78/38].
﴿ وَجَاءَ رَبُّكَ وَ الْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا ﴾[الفجر: 89/22].
وفي تفسير الآية الأخيرة يقول ابن عباس رضي الله عنهما: " يجيء الملائكة صَفّاً صَفّاً كصفّ أهل الدّنيا في الصّلاة. وأهل الدنيا يصفّون بجانب بعضهم بشكل سطري. والصفّ بإجماع الفقهاء هو صفّ الأشياء بضمّها مصفوفة بعضها إلى جانب بعض ([15]).
ثانياً: نعرض صفات لأشياء من الجنّة مصفوفة، وهي كالتالي:
يؤكّد الله سبحانه وتعالى على الصّف والتّرتيل والتّرتيب في نظام الكون، ويعرض لنا أمثلة في القرآن الكريم لأشياء من الجنّة، إذ اختار لوصفها كلمة{مصفوفة}، وهي قول الله سبحانه وتعالى:
﴿ متكءين على سرر مصفوفة و زوجنهم بحور عين﴾[الطور: 52/20].
﴿ و نمارق مصفوفة﴾[الغاشية:88/15].
ثالثاً: نعرض الإشارات التي تدّل على شكل الصّف مع الأدلّة القرآنيّة، وهي كالتّالي:
أراد الله سبحانه وتعالى أن يظهر لنا أنه صفّ ورتّب ونظّم لنا كل شيء بترتيل وصف بديع متقن، ووضّح لنا شكل هذا التّرتيل والصفّ، فقد أشار العليم سبحانه وتعالى إليه بشكل واضح، ومؤكداً عليه في العديد من المواضع وهي:
1-     يؤكّد الله سبحانه وتعالى أن القرآن الكريم وآياته البيّنات على صراط مستقيم، يهدي بها من يشاء إلى صراط مستقيم، سنعرض بعض من هذه الآيات:
قال الله سبحانه وتعالى:
﴿وَهَذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيماً قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ[الأنعام: 6/126].
وفي تفسير هذه الآية أن الصراط المستقيم: يعني القرآن كما سيرد الحديث لاحقاً.
﴿لَقَدْ أَنزَلْنَا آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ[النور: 24/46].
﴿ اهدنا الصرط المستقيم﴾[الفاتحة: 1/6].
قَالَ ابن مسعود رضي الله عنه: الْقُرْآنُ، يَقُولُ: أَرْشِدْنَا إِلَى عِلْمِهِ (([16].
﴿وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ % إِنَّكَ لَمِنْ الْمُرْسَلِينَ % عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ[يس: 36/2-5].
﴿وَآتَيْنَاهُمَا الْكِتَابَ الْمُسْتَبِينَ % وَهَدَيْنَاهُمَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ[الصافات: 37/117-118].
2-     يؤكّد الله سبحانه وتعالى أن طريق الإسلام وهداه، والإيمان ونهجه، والتّوحيد والطّاعة مستقيم، كما تُبيّن وتُؤكّد العديد من الآيات، سنعرض بعضها ونجدها تشرح نفسها، قال الله سبحانه وتعالى:
﴿ و الله يدعوا إلى دار السلم و يهدى من يشاء إلى صرط مستقيم ﴾[يونس: 10/25].
﴿ إنى توكلت على الله ربى و ربكم ما من دابة إلا هو ءاخذ بناصيتها إن ربى على صرط مستقيم﴾[هود: 11/56].
﴿ و أن اعبدونى هذا صرط مستقيم ﴾[يس: 36/61].
﴿ و ألو استقموا على الطريقة لأسقينهم ماء غدقا ﴾[الجن: 72/16].
رابعاً: نعرض الإشارات إلى الصّف بصف سطري عند الحديث عن صفة الكتب والكتابة، والقلم، وهي كالتّالي:
قال الله سبحانه وتعالى:
﴿وإن من قرية إلا نحن مهلكوها قبل يوم القيمة أو معذبوها عذابا شديدا كان ذلك فى الكتب مسطورا ﴾[الإسراء: 17/58].
﴿ وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ[الطور: 52/2].
﴿ن والقلم وما يسطرون﴾[ن: 68/1].
كلمة{مسطور}، أي متّفق الكتابة بسطور مصفوفة من حروف مرتبة جامعة لكلمات متفقة ([17])، والكتاب المسطور: معناه بالإجماع: المكتوبُ أسطاراً، واخْتُلِفَ في هذا الكتاب، وقيل هو القرآن الكريم ([18]).
خامساً: نعرض الدّليل والمرجع من السّنة النّبويّة
نعرض بعض الأحاديث التي تحدّثت عن عملية الصّف وشكل الصّف:
-   رُوي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، في نعت القرآن الكريم، عن النبي صلى الله عليه وسلم، "هو صراط الله المستقيم، وحبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم"، رواه أحمد والترمذي ([19]).
-   في صحيح مسلم عن حذيفة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فُضِّلنا على الناس بثلاث: جُعلت صفوفنا كصفوف الملائكة، وجعلت لنا الأرض مسجدًا، وتربتها طهورا" (([20].
-   وفي مسند أحمد عن أنس رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أقيموا صفوفكم فإن من حسن الصلاة إقامة الصف " (([21].
-   روى مسلم أيضًا، عن جابر بن سَمُرَة رضي الله عنه، قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم: "ألا تَصُفّون كما تصف الملائكة عند ربهم؟" قلنا: وكيف تصف الملائكة عند ربهم؟ قال صلى الله عليه وسلم: " يُتِمون الصّفوف المتقدمة ويتَراصون في الصّف " ([22]).
-   وأخرج ابن أبي حاتم عن علي رضي الله عنهما، "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ستكون فتن، قلت: فما المخرج منها ؟ قال: كتاب الله.....، وهو الذّكر الحكيم، والصّراط المستقيم، ...." ([23]).
12-4 الدّليل والمرجع العلمي
إن الإنسان بطبعه يشتاق النّظام، وفي نفسه نزعة فطريّة للانتظام، فخالقه ناظم الأرض والسّماء ومن فيهن، فتجده يشتاق أن ينساب في أي شكل كوني يكون مصطفّاً، وأجمل أشكال الصّفوف هو الصّف المستقيم، ليكون الدّافع على الاستقامة في كل شيء، وأُمرنا أن نطلب الهداية إلى الصّراط المستقيم، وامتثال النّظام الرّباني، فتجد أننا نكررها المرّات الكثيرة في روح عبادتنا، وعماد ديننا، فكان الأمر الأزلي من سلطان الأزل بالاستقامة في كل شيء بقوله سبحانه وتعالى:{فاستقم كما أمرت}.
ü    يقوم عصر المعلومات الذي نعيشه على منظومة العلوم والمعرفة التي تستخدم نظريّة المعلومات الحديثة التي مصادرها معطيات منظّمة، وبيانات مرتّبة مصفوفة، وبالتالي يجب التّعامل مع المعطيات الرّقميّة القرآنيّة كجزء من منظومة منظّمة، بمعطياتها ومعلوماتها، مدخلاتها ومخرجاتها، بشكل يتبع طريقة صف وتنظيم سطورها وكلماتها وآياتها.
ü    استخدمت طريقة صفّ الأرقام بصفّ مستقيم سطري قديماً في العلوم الرّياضيّة والعمليّات الحسابيّة، وأحد أهم هذه الاستخدامات هو المصفوفات الرّياضيّة، كبنية معطيات تحتوي عناصر مرتّبة يمكن أن تنتمي لأصناف مختلفة، وقد تكون بأبعاد مختلفة، حيث يمكن الاستفادة من شكلها بوضع البيانات والمعطيات فيها بصورة مبسطة وسهلة، واستخلاص النتائج المطلوبة بشكل سريع، ويدخل مفهوم المصفوفة وتطبيقاتها الواسعة في أبحاث ومسائل كثيرة، إذ تعد أساساً رئيساً في الأبحاث التي يتطلب حلها المعطيات والعمليات الحسابيّة الكبيرة، واستخدمت لتسهيل فهم العديد من الأفكار والظّواهر العلميّة والهندسيّة والاقتصاديّة والتوصل لحلول لها.
ü    تقوم معظم العلوم الحديثة بدءاً من نظرية المعلومات إلى علوم الحاسوب والاتصالات وفروعهما، والذكاء الصنعي وأقسامه، وعلوم الصورة والصوت والفيديو، والفضاء وغيرها في جزء كبير منها على المصفوفات كبنية معطيات مرتّبة العناصر.
ü    تعتمد العديد من العمليات الرّياضيّة والمنطقيّة على السّلاسل الرّقميّة، والمتواليات الحسابيّة والهندسيّة، وتنتج الإشارات الإلكترونيّة التي عليها الأنظمة الرّقميّة من تقطيع الإشارات التّناظريّة إلى أجزاء، كل جزء يعبر عنه بالرقمين 0 أو 1، ومن ثم صف هذه الأرقام بجانب بعضها في مجموعات ذات طول محدد لتشكل سلسلة سطرية من الأصفار والواحدت، تدعى الإشارة الرّقميّة (لغة الآلة الثّنائيّة)، وكمثال (010111100011)، وأيضاَ تخزن المعلومات في الحواسيب وفي وسائط التّخزين المرتبطة به بنفس أشكال هذه الصّفوف السطرية من الإشارات.
ملاحظة 4:
1-    عند إحصاء حروف وكلمات القرآن الكريم، نلتزم طريقة العدّ والإحصاء اعتماداً على الرّسم وليس اللفظ وذلك وفقاً للرّسم الأول أو الرّسم العثماني برواية حفص عن عاصم، وباعتبار حرف الواو كلمة، باستخدام برنامج الشِّفرة المثاني للقرآن الكريم ([24])، الذي يعتمد المصحف الإلكتروني لمجمّع الملك فهد لطباعة المصحف الشّريف بالمدينة المنوّرةwww.qurancomplex.org ، والذي يستخدم نفس معطيات برنامج إحصاء القرآن الكريم ([25]).
2-    إن من عظمة القرآن الكريم، أنه متعدد وجوه الإعجاز مع كل رواية وكل رسم من رسوم من رسوم المصحف الشريف، ويستوعبها جميعها من دون استثناء وعلى مستوى واحد من الدقة والإتقان، واعجازه هو مع مثاني رسميه، وهما الرسم الأول (العثماني) وهو رسم توقيفي كتب على هيئته لأسرار خصّ الله سبحانه وتعالى بها كتابه العزيز دون سائر الكتب السماوية، والرسم الإملائي الحديث. لكن يؤكد العلماء على عدم الخروج على الرسم العثماني، إذ نقل السيوطي في الاتقان عن الإمام أحمد رضي الله عنه أنه قال: يحرم مخالفة مصحف الإمام في واو أو ياء أو ألف أو غير ذلك ([26]).
 
14-      الخلاصة
جعل الخالق الحكيم العليم سبحانه وتعالى، لغة الأرقام تابعة للمعنى اللغوي ومتناسبة مع النّصوص القرآنيّة التي تشكل معنى لغوياً بلاغياً كاملاً، وتكمن عظمة القرآن الكريم القول بأن في كل جملة أو كلمة أو حرف أو رقم، سراًّ دقيقاً وحكمة بالغة، ومن عظمة وروعة المعجزة الإلهيّة أننا نجد في النّص القرآني الواحد، الكثير من الإعجازات لغوياًّ وعلمياًّ وغيبياًّ... ورقمياًّ.
ثبت فيما تقدم الإشارة إلى طريقة الصّف المستقيم سطرياً للأشياء في كتاب الله سبحانه وتعالى، وفي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي تفسير سلف الأمّة، وتفسير والمتقدّمين من أهل العلم رضي الله عنهم لكتاب ربهم.
يسعى البحث لوضع مجموعة من الأسس والقواعد العلمية المنهجية، تكون مرجعاً للأبحاث والدّراسات في مجال الإعجاز العددي في القرآن الكريم، تساعد على التحكم بها وضبطها، ومرتكزاً للباحثين في دراساتهم العددية والإحصائية، وتكريماً للقرآن الكريم فيكون العمل معه وبه منظماً موثّقاً، ووسيلة مادية بدلائل علمية وإيمانية، لكل من أحب التّأكد من صدق هذه الدّراسات ليكون القلب مطمئناً، ونبني عقيدتنا على أسس صلبة ومتينة.
تم استخلاص مجموعة من النّتائج نلخّصها فيما يلي:
?   أرجع الحكيم العليم سبحانه وتعالى، أمر ترتيل كتابه وتنضيده وحسن نظمه ونظامه وبديع صفّه ورصفه إليه عز وجل، فقال: ﴿ورتّلناه ترتيلا﴾[الفرقان، 25/32].
?   ينبغي دراسة ومعالجة المعطيات الرّقميّة الموجودة في النّص القرآني بكافة أصنافها وأنواعها، بحيث نحافظ على ترتيبها وتسلسلها، ويكون لها موقعاً ومكانةً ومَنْزِلة ودوراً.
?   كما أن كلمات الآيات محكمة الصّف والتّرتيل والتّنسيق والتّنضيد، فإن معطياتها الرّقمية محكمة الصّف والتّرتيل والتّنسيق والتّنضيد، فقد نظّمت ورتّبت بتسلسل محدّد، ولا يجوز أبداً تغيير هذا التّسلسل، أو تبديل هذا التّرتيب.
?   بما أنّ نَظْمَ القرآن الكريم وتنزيله على شكل آيات مسطورة ومصفوفة على شكل صفوف، فمن الضرورة عند التّعامل مع معطيات القرآن الكريم، وخصوصاً المعطيات الرّقميّة صفّها على شكل صفوف سطريةّ مستقيمة حسب ترتيبها وتسلسلها، يحافظ على ترتيب الكلمات والمعاني، فيتشكل معها مجموعة من الأرقام يمكن التّعامل معها كبنية رياضيّة تدعى مصفوفة المعطيات الرّقميّة، أو مصفوفة الشعاع السّطري.
?   من أهم ميزاتها أنها تظهر علاقة التّرابط والتّناسق والجماليّة بين البناء اللغوي والبياني للنّص القرآني والبناء الرّقمي، وتحافظ على بنية الآية وترتيب مكوّناتها وعلى تسلسل المعنى والدّلالات فيها، وتساعد على استخراج وإظهار للعلاقات الرّياضيّة والأوجه الرّقميّة والأنظمة العدديّة والتّناسقات العدديّة للنّص القرآني بشكل سريع، بالإضافة إلى أن استخدامها وتطبيقها وبرمجتها حاسوبياً سهل وبسيط.
?   يمكن أن تكون طريقة الصّف المستقيم الطّريقة الأفضل والأكثر فائدة في التّعامل مع المعطيات الرّقميّة في النّص القرآني، وفي أبحاث الإعجاز العلمي العددي، والله سبحانه وتعالى أعلم.
?   تساهم الطّريقة في إظهار وإثبات جانب الجمال البياني المعجز للقرآن الكريم.
?   يسعى البحث لتسخير العلوم الحديثة وتقنياتها وأدواتها الرقمية في إظهار إعجاز القرآن الكريم، وتأكيد حقيقة خلود هذا الإعجاز واستمرار التحدي للثقلين على أن يأتوا بمثله.
?   يضيف المبحث نقطة صغيرة جديدة في بحر إعجاز القرآن الكريم، طارقاً باباً جديداً للتّدبر والتّأمل في كتاب الله سبحانه وتعالى، وكشف أسرار وإعجاز الأعداد والأرقام فيه.
15-   الخاتمة
لا يمكن أن يكون حرف بلا كاتب وقانون بلا حاكم، ولا سيما كتاب كهذا الذي تتضمّن كل كلمة من كلماته كتابًا خُطّ بقلم دقيق، والذي تحت كلّ حرف من حروفه قصيدةٌ دبجت بقلم رفيع، ذلك الكتاب الذي تلمس حروفه وكلماته كل حنايا النّفس البشريّة فتوجّهها إلى النّور والطّهر فإفاضته النورانيَة حسب درجة فهم كل عصر، فكلما شاب الزمان شبّ القرآن وتوضحت رموزه، وتقع على علماء الأمة وباحثيها إبراز وجوه الإعجاز القرآني المتجدّد في العصور، وكشف حقائق وأسرار وإعجاز جديد للنّص القرآني، والعمل على فتح كثير من كنوز الإعجاز العلمي العددي، الذي سيكون له مستقبل علوم الإعجاز القرآني في القرن الواحد والعشرين.
نأمل أن يكون المبحث أحد أساليب الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى سائليه أن يوفقنا لطاعته، ويرزقنا الإخلاص والتوفيق، ويبارك لنا ويلهمنا الرشاد، إنه سميع مجيب.

تم بحمد الله

16- المراجع
القرآن الكريم، مصحف المدينة النّبويّة، حسب الرّسم العثماني.
برنامج الشِّفرة المثاني للقرآن الكريم. المؤتمر الدولي الخامس للتطبيقات الإسلامية في علوم الحاسوب والتقنية، إيمان، اندونيسيا، ديسمبر 2017، البرنامج متوفر على موقع الشِّفرة المثاني للقرآن الكريم، الدكتور المهندس خالد بكرو. http://www.BinaryQuranCode.blogspot.com.tr/
برنامج إحصاء القرآن الكريم حسب الرسم الأول، الإصدار 3.5، 2017، موقع أسرار الإعجاز العلمي، المهندس عبد الدّائم الكحيل. http://www.kaheel7.com/ar/
ابن عبّاس، عبد الله(ت 68 هـ)، تنوير المقباس من تفسير ابن عبّاس، جمعه: مجد الدين أبو طاهر محمد بن يعقوب الفيروز آبادي(ت 817 هـ(، دار الكتب العلمية- لبنان، 1412هـ -1992م.
ابن كثير، إسماعيل بن عمر الدّمشقي أبو الفداء774 هـتفسير القرآن العظيم، بيروت، لبنان، دار الفكر،1401هـ.
ابن منظور، محمد بن مكرم بن على، أبو الفضل، جمال الدّين ابن منظور الأنصاري (ت 711 هـ)، لسان العرب، ط 3، دار صادر، بيروت، لبنان، 1414 هـ.
البقاعي، برهان الدين أبو الحسن إبراهيم البقاعي 885 هـ)، نظم الدّرر في تناسب الآيات والسّور، تحقيق: عبد الرزاق غالب المهدي، بيروت، لبنان، دار الكتب العلمية، 1995م.
التّرمذي، محمد بن عيسى التّرمذي السلمي، سنن التّرمذي، دار الفكر. بيروت، لبنان، 1995م.
الثّعالبي، أبو زيد عبد الرحمن بن محمد بن مخلوف الثعالبي(ت 875 هـ)، الجواهر الحسان في تفسير القرآن، دار إحياء التراث العربي-بيروت، لبنان، ط1، 1418هـ.
الثّعالبي، أبو منصور عبدالملك بن محمد بن إسماعيل(ت 429 هـ( فقه اللغة وسرّ العربية، مطبعة السّعادة، مصر 1955م.
 الزّركشي، أبو عبد الله بدر الدين محمد بن عبد الله بن بهادر الزّركشي(ت 794 هـ)، البرهان في علوم القرآن، تصحيح وتعليق: محمد رشيد رضا، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، ط 1، 1988م.
السّيوطي، جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي، الإتقان في علوم القرآن، دار الفكر، بيروت، لبنان، 1416هـ- 1996م.
الشّوكاني، محمد بن علي بن محمد 1250 هـ(، فتح القدير الجامع بين فني الرّواية والدّراية من علم التّفسير، دار الفكر، بيروت، لبنان.
القرطبي، أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري الخزرجي، شمس الدين القرطبي(ت 671 هـالجامع لأحكام القرآن = تفسير القرطبي، دار الكتب المصرية، القاهرة،  مصر، 1384هـ - 1964م.
النّورسي، بديع الزمان سعيد النّورسي1960مكليّات رسائل النّور، إشارات الإعجاز في مظان الإيجاز، تحقيق: إحسان قاسم الصالحي، مطبعة الخلود، بغداد، العراق، ط 1، 1409هـ 1989م.
النّورسي، بديع الزمان سعيد النّورسي (ت 1960مكليّات رسائل النّور، المكتوبات، ترجمة: إحسان قاسم الصالحي، دار سوزلر، القاهرة، مصر، ط 2، 1960م.
النّورسي، بديع الزّمان سعيد النّورسي1960مكليّات رسائل النّور، المثنوي العربي النّوري، تحقيق: إحسان قاسم الصالحي، ط 2، طبع شركة النسل للطباعة، نشر دار سوزلر للنشر، استانبول، تركيا، 1414هـ، 1994م.
بكرو، خالد، رياضيات القرآن الكريم، نظرية المجموعات، المجلة الدولية للتطبيقات الإسلامية في علوم الحاسوب وتقنياته – إجازات IJASAT ، العدد 3، المجلد 5، سبتمبر 2017.
بكرو، خالد، رياضيات القرآن الكريم، المصفوفات، المجلة الدولية للتطبيقات الإسلامية في علوم الحاسوب وتقنياته – إجازات IJASAT ، العدد 3، المجلد 5، سبتمبر 2017.
بكرو، خالد، المعطيات الرقمية في القرآن الكريم، قيد النشر.
جرّار، بسّام نهاد، إعجاز الرقم 19 في القرآن الكريم مقدّمات تنتظر النّتائج، المؤسّسة الإسلاميّة للطّباعة والصّحافة والنّشر _ بيروت، لبنان، ط3، 1425 هـ/2004م.
كحيل، عبد الدّائم، إشراقات الرّقم سبعة في القرآن الكريم، الإصدار الأوّل لجائزة دبي للقرآن الكريم، 1427هـ-2006م.
مسلم، مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري، صحيح الإمام مسلم، دار الحديث، القاهرة 1994م.
مصطفى، إبراهيم، وآخرون، المعجم الوسيط، تحقيق مجمع اللغة العربية، ط 2، دار الدعوة إستانبول، تركيا، 1989م.




Quran Digital Data Alignment Method
As Line Array

Dr. Khaled Bakro

ABSTRACT

The research introduces a method to deal with digital data in the Quran, through alignment and arrange it in form of a straight line,, to form mathematical data structure, it is line array. This array shows greatness of the systems of Quran contents, Maintain order of the components of the verse, and the sequence in which meaning and connotations, In addition its use is easy and simple computer-programmed.
Qur'anic proof has been introduced, in addition scientific reference, in order to become consistent approach in numerical miracles in the Holy Quran researches; it may be the best and most useful in dealing with digital data in Qur'anic text.

Key words: Arrays in the Quran, Arrays are Main Structure of Qur'anic Digital Data, Alignment Method of Digital Data in the Holy Quran, Numerical Miracles in the Holy Quran, Computer and the Holy Quran.


1-   سعيد النّورسي. كليّات رسائل النّور، المثنوي العربي النّوري، ذيل القطرة، ص 170.
2-   ابن منظور. لسان العرب، باب رتل، ج 11، ص 265.
3-   القرطبي. الجامع لأحكام القرآن = تفسير القرطبي، ج 19، ص37. والثّعالبي. فقه اللغة، ج 1، ص 21. والشوكاني. فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير، ج 5 ص316.
4-   ابن منظور .لسان العرب، ج 3، ص 424-423. ومصطفى. إبراهيم وآخرون، المعجم الوسيط ج 2، ص 928.
1-     ابن منظور. لسان العرب، باب صفف، ج 9، ص 194.
  1. د. خالد بكرو. رياضيّات القرآن الكريم، المصفوفات، المجلة الدولية للتطبيقات الإسلامية في علوم الحاسوب وتقنياته، عدد 3، مجلد 5. 2017.
2.      د. خالد بكرو. المعطيات الرّقمية في القرآن الكريم.
3.      سعيد النّورسي. كليّات رسائل النّور، المكتوبات ص 116، 127، 560.
1-     د. خالد بكرو. البنية الرّقميّة للكلمة القرآنيّة، المجلة الدولية المحكمة للعلوم الهندسية، JEIT، جامعة مصراته، ليبيا، العدد 1، المجلد 4،  ديسمبر 2017.
2-     م. عبد الدائم كحيل، إشراقات الرّقم سبعة في القرآن الكريم.
3-     بسام الجرّار. إعجاز الرقم 19 في القرآن الكريم مقدّمات تنتظر النّتائج.
4-     ابن عباس. تنوير المقباس من تفسير ابن عباس، باب 6، ج 2، ص 141.
1-    سعيد النّورسي. كليّات رسائل النّور، المثنوي العربي النّوري، ذيل القطرة، ص 170.
1.      المهندس عبد الدّائم كحيل. اشراقات الرّقم سبعة في القرآن الكريم.
2.      د. خالد بكرو. المعطيات الرّقميّة في القرآن الكريم.
1.      ابن عبّاس. تنوير المقباس من تفسير ابن عبّاس، باب 6، ج 2، ص 141.
2.      الزّركشي. البرهان في علوم القرآن، 7/1.
1.      البقاعي. نظم الدرر في تناسب الآيات والسور، باب 1، ج 8، ص 215.
2.      الثّعالبي. الجواهر الحسان في تفسير القرآن، باب 1، جزء 3، ص 498.
3.      ابن كثير. تفسير ابن كثير، باب 126، ج 3، ص327.
4.      مسلم. صحيح مسلم، حديث رقم 811، ج 3، ص 108.
1.      أحمد. مسند أحمد، حديث رقم 13393، ج 27، ص 440.
2.      مسلم. صحيح مسلم، حديث رقم 651، ج 2، ص 421.
3.      التّرمذي. سنن التّرمذي، حديث رقم 2831، ج 10، ص147.
1-     د. خالد بكرو. برنامج الشِّفرة المثاني للقرآن الكريم.
2-     المهندس عبد الدّائم كحيل. برنامج إحصاء القرآن الكريم، الإصدار 3.5
3-     عبد الرحمن السيوطي، الإتقان في علوم القرآن، الإتقان في علوم القرآن، (بيروت، لبنان: دار الفكر، 1416هـ- 1996م)،  (2/443).


أسأل الله أن يتقبل هذا البحث ذكراً لذاته ودعوة له ولدينه، وعلم ينتفع به وعمل صالح وصدقة جارية.
لقراءة البحث كاملاً