Powered By Blogger

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الشفرة المثاني إحدى معجزات القدرة الإلهية والعلم اللدنّي لكونها لغة وشِفرة نقل وحفظ المعلومة الكونيّة وأساس الثورة الرقمية فلابد أن يكون مشاراً إليها في كتاب الله الذي يحتوي إعجازاً لأهل هذا العصر بلغتهم وصنعتهم يعجز علمهم وقدراتهم وأدواتهم والكبير من حاسباتهم وكما سجد لله جهابذة أهل البيان أمراء الفصاحة وسحرة الكلام لبلاغته فسيخّر ساجدين له بهذا العصر أيقونات العلوم ونوابغ العلماء وصنّاع ذكاء الحواسيب لإعجازه عجبه عظمته، فهي تحمل المعاني الفوائد اللطائف وتكشف عن كثير من الحقائق الأسرار المعجزات

بحث هذه المدونة الإلكترونية

بحث هذه المدونة الإلكترونية

Translate

برنامج الشفرة المثاني للقرآن الكريم د. خالد بكرو

المعطيات الرّقميّة في القرآن الكريم، د. خالد بكرو

المعطيات الرّقميّة في القرآن الكريم Digital Data in The Holy Quran المجلة الأ...

لزيارة صفحة الفايس بوك

لزيارة صفحة الفايس بوك

عنوان الموضوع

نبذة عن محتوى الموضوع

عنوان الموضوع

نبذة عن محتوى الموضوع

عنوان الموضوع

نبذة عن محتوى الموضوع

عنوان الموضوع

نبذة عن محتوى الموضوع

عنوان الموضوع

نبذة عن محتوى الموضوع

‏إظهار الرسائل ذات التسميات مثاني القرآن الكريم إشارة إلى شِفرة عمل الحاسب المثاني، الأصفار والواحدات الدكتور المهندس. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات مثاني القرآن الكريم إشارة إلى شِفرة عمل الحاسب المثاني، الأصفار والواحدات الدكتور المهندس. إظهار كافة الرسائل

الخميس، 19 أكتوبر 2017

مثاني القرآن الكريم إشارة إلى شِفرة عمل الحاسب المثاني، الأصفار والواحدات - الدكتور المهندس خالد بكرو

إشارة إلى شِفرة عمل الحاسب المثاني، الأصفار والواحدات 
 مجلة بحوث العلوم الاسلامية، جامعة أدايامان، تركيا، عدد 2، مجلد 1، 2017
Journal of Islamic Sciences Research, Adiyaman University, Turkey, No.2, Vol. 1, 2017
http://iif.adiyaman.edu.tr/TR/Sayfalar/Fakulte-Dergisi/Sayilar-23968


الدكتور المهندس خالد بكرو
باحث في الاعجاز العلمي في القرآن الكريم
       مع تطّور علوم العصر التّقنية وتنوّعها وتوسّعها، حيث نعيش عصر الحاسب والاتصالات والأنظمة والتّقنيات الرّقميّة، العصر الرّقمي وثورة المعلومات، هذه المعلومات تُمثّل وتُكتب وتُعالج وتخُزّن وتُوثّق وتُنشر وترُسل باستخدام شِفرة المثاني الأصفار والواحدات، والتي تسمّى أيضاً لغة عمل الحاسب المثاني، والتّي تعمل عليها معظم التّقنيّات والأنظمة الحديثة.
         لأهميّة هذه الشفرة، نعتقد أن القرآن الكريم أشار إليها بكلمة {المثاني} وكرّرها في مثاني من الآيات، ولأن تكرار الكلمة في القرآن الكريم سرٌّ يتعلق بحقيقة المسألة التي تصفها وتسميّها هذه الكلمة، وبالمعنى العلمي المحمول بها، نسعى في هذا البحث لنظهر أن كلمة {المثاني} القرآنيّة هي إشارة علمية قرآنية صريحة إلى لغة وشِفرة عمل الحاسب المثاني، الأصفار والواحدات، التي تدعى أيضاً لغة عمل الآلة.
         كل آية من آي القرآن المنير تنشر مثاني من الأنوار، نور هدايتها ونور إعجازها، وكل طائفة من النّاس حسب درجاتها، تأخذ حظّها من أيّ إشارة أو مشهد من مشاهد القرآن الكريم، في هذا البحث حظّنا أننا هُدينا من نور كلمة {المثاني} القرآنية، ونحاول إظهار إعجاز نورها وأنها الإشارة العلميّة القرآنيّة الصّريحة إلى الشِفرة المثاني، الأصفار والواحدات، ونحاول كمختصين إظهار البيّنة العلميّة الصّحيحة لهذه الإشارة القرآنية حسب الطّاقة البشريّة، ونسعى لتوضيح المعنى العلمي واللغوي للمثاني، ولماذا المثاني في الخلق والوجود.
         إن الإشارة القرآنيّة للغة وشِفرة نقل وحفظ المعلومة الكونيّة، هو سبق قرآني وإعجاز علميّ، فهذه الشفرة هي لغة الإعجاز الجديد لكتاب الله سبحانه وتعالى بلغة القرن الواحد والعشرين، لغة نظام عمل أنظمته وتقنيّاته، لغة وأبجديّة توحيد كل تقنيّات العلم وأدواته.
الكلمات المفتاحية: الشفرة المثاني في القرآن الكريم، الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، القرآن الكريم يشير إلى الشفرة المثاني، إعجاز الشفرات العددية، الحاسوب والقرآن الكريم.
1-     مشكلة البحث
لقد ذكر القرآن الكريم كلمة {المثاني} وكرّرها في مثاني من الآيات، ولا يوجد تفسير دقيق لها في كتب التفسير عبر العصور، ولأن كلمة المثاني في هذا العصر تعبر عن لغة وشِفرة عمل الأنظمة الرقمية كالحاسب وأنظمة الاتصالات، وهي اللغة والشفرة المثاني، الأصفار والواحدات، التي تدعى أيضاً لغة عمل الآلة، ولأهميتها لكونها لغة وشِفرة نقل وحفظ المعلومة الكونيّة، وأساس الثورة الرقمية بالكامل، يحاول البحث دراسة احدى الإشارات العلمية الواردة في القرآن الكريم، وهي الشفرة المثاني، وإثبات أن هذه الشفرة مُشار إليها في القرآن الكريم مثاني من المرات في مثاني من الآيات، و أن كلمة {المثاني} القرآنيّة هي الإشارة العلميّة القرآنيّة الصّريحة إلى لغة وشِفرة عمل الحاسب المثاني، الأصفار والواحدات.
2-     أهميّة البحث ومبرراته
القرآن الكريم المعجزة الكبرى الخالدة الدّائمة المتجدّدة، وعلومه تخاطب كل جيل، ومعارفه تصلح لكل العصور، وآن الأوان في هذا العصر عصر العلم والمعرفة، عصر ثورة المعلومات والأرقام والتّقنيّات الرّقميّة، أن نفهم كثيراً من الإشارات العلمية الواردة في القرآن الكريم، وهي لا بد أنها تتوافق مع المعطيات العلميّة الحديثة، لأن الأمر الإلهي بتدبّر القرآن الكريم يخاطب كل الأجيال بمختلف مستوياتهم العلمية والفكرية.
من إعجاز الكتاب المجيد وإحكامه وجود علاقة وترابط بين الكلمة القرآنيّة وبين ما تشير إليه أو تدلّ عليه، فقد تصف وتسمّي مسألة محدّدة ومعلومة في ظاهرها، لكنها تحمل حقائق كبيرة وتختزل في باطنها قوانين ونواميس هائلة لا يعلم حدودها إلا الله سبحانه وتعالى، ولها دور علمي في الدّلالة على أشياء وحوادث وظواهر علميّة، وحتى تكرارها يكون بقدر محدود ومقصود، ولحكمة يعلمها الله عز وجل، وهذا التّكرار سرٌّ يتعلق بحقيقة المسألة التي تصفها وتسميّها هذه الكلمة، وهذا ما وجدناه في هذا البحث من خلال ارتباط كلمة المثاني وتكرارها، بالمعنى العلمي المحمول بها وبكلمات قرآنية تتّصل بهذا المعنى.
نحاول كمختصين إظهار الإشارة والبيّنة العلميّة الصّحيحة على هذا الربط، حسب الطّاقة البشريّة، لنثبت في النهاية، أن كلمة {المثاني} القرآنيّة هي الإشارة العلميّة القرآنيّة الصّريحة إلى لغة وشِفرة عمل الحاسب المثاني، الأصفار والواحدات، التي تدعى أيضاً لغة عمل الآلة، والتي نعتبرها إحدى معجزات القدرة الإلهية والعلم اللدنّي، ولأهميتها فلابد أن تكون مذكورةً أو مشاراً إليها في كتاب الله سبحانه وتعالى، ولابد أن يحتوي الكتاب المجيد إعجازاً يتعلق بالشِفرات العددية.
3-     أهداف البحث
يهدف البحث إلى مجموعة من الأمور سنذكر أهمّها:
1- إثبات وجود علاقة وترابط بين الكلمة القرآنيّة وبين ما تشير إليه أو تدلّ عليه.
2- إثبات الدور العلمي للكلمة القرآنية في الدّلالة على أشياء وحوادث وظواهر علميّة.
3- إثبات أن تكرار الكلمة القرآنيّة يكون بقدر محدود ومقصود، ولحكمة يعلمها الله سبحانه وتعالى، وهذا التّكرار سرٌّ يتعلق بحقيقة المسألة التي تصفها وتسميّها هذه الكلمة.
4- إظهار وإثبات أن كلمة {المثاني} القرآنيّة هي إشارة علمية قرآنية صريحة إلى لغة وشِفرة عمل الحاسب المثاني، الأصفار والواحدات، التي تدعى أيضاً لغة عمل الآلة.
5- المساهمة في أبحاث وأعمال خدمة القرآن ولغة القرآن، وأمة القرآن، نبغي فيه رضا منزل القرآن الكريم سبحانه وتعالى.
6-   توظيف الحاسب وأدواته وعلومه، لكشف حقائق وأسرار جديدة معجزة للنّص القرآني، تفتح للعلماء أبوابًا جديدة، وغير معهودة للتّدبّر في الكتاب المجيد.
7- وضع أسس المرحلة القادمة من أبحاث الإعجاز العلمي والعدّدي في القرآن الكريم، وما بعد العددي وهو إعجاز الشِّفرات العددية والرّموز، لكشف المزيد من المعان والفوائد واللطائف واستخراج الجديد من الحقائق والأسرار والمعجزات من القرآن الكريم.
8-   تأكيد سبق القرآن الكريم الدّائم في الإشارة إلى حقائق وعلوم كونيّة.
9-   تأكيد السبق الدائم لكتاب الله سبحانه وتعالى، في الكشف للحقائق العلمية والقوانين الكونية، فتأتي هذه الحقائق لتطابق ما جاء فيه، فيكون القرآن الكريم كتاب العلم والحقائق الأول، وأن كل ما في كتاب الله المنظور له تبعية لكتاب الله المقروء.
10-    عرض إعجاز القرآن الكريم بطرق علمية جديدة، وبراهين مادية مقنعة.
11-    إثبات أن القرآن الكريم كتاب الله سبحانه وتعالى وكلامه أنزله وحَفِظَه من التّحريف والتّبديل.
12-    تقديم دليل على مواكبة القرآن الكريم للجديد من العلوم والاكتشافات الإنسانيّة.
13-    يهدف البحث إلى فتح باب جديد في البحث العلمي المتعلق بالقرآن الكريم وعلومه.
14-    اعتبار البحث ونتائجه سبيلاً جديداً، وأسلوباً مادياًّ علمياًّ للدّعوة إلى الله سبحانه وتعالى، وإلى دينه الحنيف، وهي أهم أهداف البحث.

تم انتهاج طريقة العدّ والإحصاء وفقاً للرّسم الأول أو الرّسم العثماني، وبترتيب الآيات والسّور وفق ترتيبها في المصحف الشّريف، وتم مراعاة ثوابت العقيدة الإسلاميّة، ومقاصد الشّريعة، وعدم الإخلال بما جاء فيهما، والالتزام بقواعد اللغة العربيّة، والالتزام ثوابت علوم القرآن الكريم، وأصول التّأويل والتّفسير، وما صح من السّنة النّبويّة وتم الحرص على التّدقيق والتحقيق، والالتزام الموضوعية العلميّة، والمنهجيّة السويّة، ومراعاة الأسس والنَّظْم الرياضيّة العلميّة، وذكر الحقائق كما هي وبكل أمانة، بعيداً عن التّكلف والمبالغة والتّكرار، ومحاولة الاختصار والتّركيز ما أمكن على الهدف من البحث، دون الدّخول في تفسير الآيات إلا عند الضّرورة.
5-     مقدّمة
ليس للقرآن الكريم وفهمه حدٌّ ينتهى إليه، حيث نُقِلَ عن التّستري (283 هـ)، قوله: "لو أُعطيَ العبد بكل حرفٍ من القرآن ألف فهمٍ لم يبلغ نهاية ما أودع الله سبحانه وتعالى في آيةٍ من كتابه، لأنّه كلام الله سبحانه وتعالى، وكلامه صفته، وكما أنّه ليس لله نهاية فكذلك لا نهاية لفهم كلامه، وإنّما يَفهمُ كلٌّ بمقدار ما يفتحِ الله سبحانه وتعالى على قلبه"([1]). " قال العلماء: إن تحت كل حرفٍ من كتاب الله سبحانه وتعالى كثيراً من الفهم مدخوراً لأهله على مقدار ما قُسِمَ لهم، وهذا ما أشار إليه العليم سبحانه وتعالى في مثل قوله:{مَّا فرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ}، ومثل قوله: {تِبيَٰنًا لِّكُلِّ شَيءٍ}. قال ابن مسعود رضي الله عنه: " من أراد العلم فلْيَتَبوَّأْ من القرآن، فإن فيه علم الأولين والآخرين " ([2]). من الممكن لكلّ ذي علمٍ ومِهنةٍ أن يكتشف في كتاب الله سبحانه وتعالى ما هو مُتعلق بمجال تخصصّه من النّظريّات والقوانين التي قد تكون مذكورةً بصورةٍ مباشرةٍ، أو غير مباشرة، وسعى كثير من الباحثين والعارفين تفسير بعضٍ من رموز القرآن العظيم، وقد أقرَّ السيوطي ما يُعرف بـ(التّفسير الإشاري)، وهو تفسير القرآن الكريم بغير ظاهرهِ لإشارة خفيّة تظهر لأرباب السّلوك والتّصوف ([3]). وأرباب السّلوك هم كلٌ حسب تخصّصه وعلمه.
6-     المبحث الأول: ما هي المثاني 
6-1 المعنى العلمي للثّـنائِيّة (المثاني) {0،1}
استخدم الرّمزان (0،1) للدّلالة على مجموعة مختلفة من الأمور منها:
|  خواص الأعداد: الفراغ (الشيء الخالي) (لا شيء) يدل عليه الرّقم (0)، أصل العدد ومنشأه هو الرّقم (1).
|  معلوماتياًّ: عدم وجود معلومة يرمز له بالرّقم (0)، وجود معلومة يرمز له بالرّقم (1).
|  كهربائياًّ: عدم وجود التّيار يرمز لهذه الحالة بالرّقم (0)، مرور التّيار يرمز لهذه الحالة بالرّقم (1).
|  مغناطيسياًّ: عدم وجود شحنة يرمز لهذه الحالة بالرّقم (0)، وجود شحنة يرمز لهذه الحالة بالرّقم (1).
|  فلسفياًّ: مفهوم "العدم "يعبّر عنه بالرّقم (0 ومفهوم " الوجود" يعبّر عنه بالرّقم (1).
|  منطقياًّ: عدم وجود أي شيء يعبّر عنه بالرّقم (0)، وجود شيء يعبّر عنه بالرّقم (1).
|  شبكياًّ: غياب الإشارة يعبّر عن هذه الحالة بالرّقم (0)، وجود الإشارة يعبّر عن هذه الحالة بالرّقم (1).
|  اجتماعياًّ: السّلوك الخاطئ يعبّر عنه بالرّقم (0)، السّلوك الصّحيح يعبّر عنه بالرّقم (1)
|  منهجياًّ: الحل (الجواب) خاطئ(0)، أو الحل (الجواب) صحيح أي (1).
|  رياضياًّ: الفرضيّة الخاطئة يعبر عنها بالرّقم (0)، الفرضيّة الصّحيحة يعبّر عنها بالرّقم (1).
|  جبرياًّ: القضيّة الخاطئة يعبّر عنها بالرّقم (0 القضيّة الصّحيحة يعبّر عنها بالرّقم (1).
|  احتمالياًّ: احتمال الحدث المستحيل يساوي (0)، احتمال وقوع الحدث الأكيد يساوي (1).
|  تشغيلياًّ: حالة عدم العمل (إيقاف التّشغيل) يعبر عنها بالرّقم (0 وحالة العمل (التّشغيل) يعبّر عنها بالرّقم (1).
|  روحيّاً: الإرادة المعدومة، والطاقة السلبية يعبّر عنها بالرّقم (0 الإرادة القويّة والطاقة الإيجابيةّ، والبدايات، ورمز الطهارة يرمز له بالرّقم (1).
|  إيمانيّاً: يمكن أن نعبّر عن الباطل (وما يدعون من دون الله) بالرّقم (0)، وأن الله سبحانه وتعالى هو الحق والدّعوة إليه هي الحق يعبّر عنه بالرّقم (1).
|  دينياً: أساس التّوحيد في الكون هو نفي وإثبات، نفي الألوهيّة عن غير  الله سبحانه وتعالى أي (0) { وما من إله إلا الله }{ لا إله إلاّ الله }، وإثبات الوحدانية لله سبحانه وتعالى أي (1) { الله إله واحد }{ وإلهكم إله واحد }.
       6-2 المعنى اللغوي لكلمة مَثَاني، مَثنَى
مَثَاني جمع مَثنَى مَفْعَل، من التّثنية والتّكرار أو المضاعفات، وثَنّى تَثْنِيَةً: إذا فَعَلَ أمْراً ثُمَّ ضَمَّ إليه آخَرَ، وتستخدم للدّلالة على التّثنية أو الاثنان أو الثّنائية وثنَّاه أي جعله اثنين، وجاؤوا مثنى: أي اثنين اثنين، وجمع مُثنَّى بضم الميم مفعل من أثنى رباعياًّ  ([4]).
اثنان – اثنتان: في السّبئية وهي الأقرب إلى الفصحى:(ث ن ي) (ث ت ي)، وفي التّطورات حلّت الياء محل الهاء، ومن ثم أضيفت الألف إلى بداية الكلمة (ء ث ن ي) ومن ثم النّون إلى العدد ليصبح (اثنان) أو (اثنين).
        6-3 نظام العدّ الثّنائي
يعدّ نظام العد الثّنائي  (Binary Number System)(نفسه نظام الترميز الثنائي (Binary Code System)، أبسط النّظم العدديّة، أساسه الرّقم(2) ، إذ يتكوّن من الرّمزين (1،0)، وهما إسقاط مباشر لمفهومي "العدم"  و  "الوجود"  فالعدم يعبر عنه بالعنصر "صفر" ، والوجود يعبر عنه بالعنصر "واحد ".
باستخدام رموز النظام الثنائي (1،0) يمكن تمثيل أي عدد من أي نظام عددي، إذ يتكرّران على شكل سلسلة بما يتناسب مع العدد المطلوب، ويمكن تطبيق قواعد الجبر البولياني على هذا النظام بشكلٍ مباشر، وبالتّالي تنفيذ كافة العمليات المنطقية اللازمة من أجل تكوين الدوائر الرقمية.
        6-4 لغة وشفرة عمل الحاسب (الآلة) الثنائية
تعتمد لغة وشفرة عمل الحاسب (الآلة) الثنائية نظام العد الثّنائي، إذ تستخدمها الأجهزة والأنظمة الرّقميّة كالحواسيب وأنظمة الاتّصالات في الدّوائر الإلكترونيّة الرّقميّة (Digital Electronic Circuits)، إذ أن هذه الدّوائر عند معالجة البيانات، وتخزينها، ونقلها، وحتى إرسالها، لا تستطيع أن تفهم إلا البيانات الثنائية، أي البيانات التي تكون على شكل سلاسل من الأصفار والواحدات، وسنستخدم نفس الكلمة القرآنية {المثاني} في الإشارة إلى شفرة ولغة عمل الحاسب الثنائية، شفرة المثاني.
        6-5 تمثيل البيانات داخل الأنظمة الرقمية
تعد شفرة المثاني أساس الثورة الرقمية بالكامل، وتأتي أهميتها من كونها نظام التشفير (الترميز) المستخدم لتمثيل المعلومات والبيانات ضمن الحواسيب والأنظمة الرقمية، إذ يعدّ من أبسط أنواع أنظمة التّشفير، فالعلوم والمعلومات اليوم بأشكالها وأنواعها تُمثّل وتُكتب وتُعالج وتخُزّن وتُوثّق وتُنشر وترُسل باستخدام الرموز الرقمية الثنائيّة (0،1وذلك على شكل شِفرات (إشارات)، هذه الإشارات هي سلسلة من شحنات كهربائيّة متساوية الكميّة، الخانة الواحدة في السّلسلة تسمّى بت:
" بت " = bit أو خانة ثنائيّة (bit=binary digit)
Bit = 1 Byte 8
تخزّن الخانية الثنائية إحدى القيمتين، الأولى حالة وجود شحنة (1)، والثانية حالة عدم وجود شحنة (0)، لتشكل بيانات مصفوفة من هذه الأصفار والواحدات، تتم معالجتها ضمن الأنظمة الرقمية، ومن ثم يتم تحويل ناتج المعالجة للشكل الذي نستوعبه، ويتم إظهاره. ومجموعة 8 بتات تشكل البايت Byte  كما يظهر في الشكل (1).
      

 الشكل (1) البت والبايت
إذاً: يتم تمثيل البيانات في أنظمة المعلومات كالحواسيب في صورة سلاسل من الشفرات الثنائية تتكون كل شفرة من عدد n من البتات، أي شفرة تتكون من n من البتات يمكن أن نمثل بها حتى عدد يساوي 2n من العناصر المختلفة أو الشفرات المختلفة، حيث كل شفرة ستمثل أحد هذه العناصر ([5]).
 مع التّطور العلمي الكبير وظهور الحاسب كأداة علميّة حسابيّة دقيقة وسريعة، وفي خضم التسارع في تّقنيّات الاتّصالات والأنظمة الرّقميّة، العصر الرّقمي وثورة المعلومات والأرقام، عصر العدّ والإحصاء، ولأن الأرقام هي لغة أهل هذا العصر، وصنعة أهله، ولسان الجيل وأدواته، ولأن فكّ شفرات كتب الحياة الشغل الشاغل لباحثيه وعلمائه، فلابدّ أن يظهر تحدّي القرآن الكريم وإعجازه لأهل هذا العصر، بلغتهم وصنعتهم، عصر فك شِفرات كتب الحياة للمخلوقات، عصر ثورة المعلومات والاتصالات الرقمية المشفّرة، إعجازاً يعجز علمهم وقدراتهم وأدواتهم والكبير من حاسباتهم، وكما أعجز أهل العصر الأول، وسجد لله سبحانه وتعالى جهابذة أهل البيان وأمراء الفصاحة وسحرة الكلام لبلاغته، فسيخّر ساجدين له في هذا العصر أيقونات العلوم، ونوابغ العلماء وصنّاع ذكاء الحواسيب والأرقام لإعجازه وعجبه وعظمته. إذ نعتقد أن الإعجاز الجديد للقرآن الكريم هو إعجاز الشِّفرات العددية.
اعجاز الشفرات العددية هو البحث العلمي في الترميزات والشِّفرات المستخرجة من المعطيات الرقمية القرآنية، والسعي لإظهار وكشف ما تحمله هذه الشِّفرات من حقائق ومعلومات ولطائف وفوائد وأسرار وعجائب وإعجاز، يؤكد تحدّي القرآن الكريم لأهل هذا العصر بلغتهم وصنعتهم، على أن يأتوا بمثل ما احتوى.
الشِّفرات العددية في القرآن الكريم هي منظومات عددية غاية في الدقة والتنظيم لها خصائص وقواعد، تخفي معلومات ما، تُستنبط من خلال ترميز حروف وكلمات القرآن الكريم بترميزات محددة، هذه المعلومات تؤكّد عدداً من الحقائق الإيمانية والعلمية والأحداث التاريخية، وهي إظهار قرآني رباني لروعة وعظمة نظم القرآن الكريم، وأحد وجوه إعجازه البياني، وإن ما تظهره الشفرات العددية من عظمة النظم باعتبارها نظم نتاج نظم، وبما تحمله من المعاني والحقائق واللطائف والفوائد وبما تخفي من معلومات وأسرار وعجائب وإعجاز، وبتركيزها على مقاصد القرآن الكريم وأركان الإيمان، وبتناغمها المنطقي مع النظام الكلي للآية والسورة والنص القرآني كاملاً، فهي ليست أرقام صماء تتساوى أو تختلف، بل هي وجه من وجوه الإعجاز البياني في القرآن الكريم، وأحد معجزات نظمه ([6]).

7-2 ماهي الشفرة المثاني للقرآن الكريم
إن من يعمل فكره في كلّ شيء حوله يسأله، كيف يحمل هذا الهواء في الفضاء المعلومات؟ من مكتوباتٍ ومحكيات، صورٍ ثابتةٍ ومتحركات، وينقلها لمسافاتٍ هائلة، يأتيه الجواب بشِفرة المثاني، الأصفار والواحدات (0،1)، وما الرّمز 1)) الذي يحمل المعلومة فيها، إلا تسبيح وتوحيد بطريقته للباري سبحانه وتعالى، الذي قال:
﴿ تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَٰوَٰتُ السَّبْعُ وَ الْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَىْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِن لَّا تَفقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ﴾[الإسراء: 17/44]، وهي أيضاً تأكيد على مثاني الخلق والوجود.
الشفرة المثاني للقرآن الكريم هي منظومة عددية ناتجة عن تابع تقابل بين البنية الرقمية للنص القرآني وبين سلسلة رمزيّة موزونة ذات بنية محدّدة من الأصفار والواحدات (0،1)، قابلة للقراءة والتصنيف والتخزين والاسترجاع والمعالجة بسهولة ([7]).
يتم إيجاد الشِفرة المثاني للكلمة القرآنية، بإيجاد الرقم العشري المشفر ثنائياً (Binary Code Decimal) للبنية الرقمية للكلمة القرآنية (عدد حروف الكلمة هو رقم عشري محدّد بين 1 ~ 10)(DSQW)Digital Structure of Qur'anic Word) ).
عندما نقوم بصف البنى الرقمية لكلمات الآية (DSQWs)، بجانب بعضها البعض، نحصل على عدد عشري ندعوه: البنية الرقمية للآية في القرآن الكريم Digital Structure of Qur'anic Verse (DSQV) ([8]).
تعتبر الشفرة المثاني للقرآن الكريم آخر ما توصل إليه البحث في علوم القرآن الكريم، وجديد التدبر في كلماته، وحلقة تربط إعجازه البياني بإعجازه العددي، فبعد محاولات عديدة عَمد فيها الباحثون على ربط القرآن الكريم وشِفرة المثاني الأصفار والواحدات، التي تقوم على الرّقمين (0،1)، إذ استخدموها بتشكيلات رمزيّة مختلفة، وبطرق شتّى لإظهار شّفرةٍ لكلمات وآيات القرآن الكريم.
8-     المبحث الثالث: المثاني في القرآن الكريم
8-1 الكلمة القرآنيّة والحقيقة التي تحملها
يخاطب الله سبحانه وتعالى مختلف طبقات البشريّة المصطفّة خلف العصور خطاباً أزلياً، ويرشدهم جميعاً ليهديهم، مُدرجاً في كتاب الهدى المنير معاني عدّة لتلائم مختلف الأفهام، واضعاً أماراتٍ على إرادته هذه. والكلمة القرآنيّة التي تصف مسمّى ما، تعطي كل جيل في كل زمان ومكان ما يناسب علمه وحضارته عن حقيقة المسمّى بهذه الكلمة، ومن إعجاز هذا الكتاب وإحكامه أن النّصوص القرآنيّة تحمل إشارات لماهيّات النّواميس التي تنتظم وفقها المسائل المحمولة بهذه النّصوص، إذ توجد علاقة وترابط بين الكلمة القرآنيّة وبين ما تشير إليه أو تدلّ عليه، فتصف الكلمة القرآنيّة وتسمّي مسألة محدّدة ومعلومة في ظاهرها، لكنها تحمل حقائق كبيرة وتختزل في باطنها قوانين ونواميس هائلة لا يعلم حدودها إلا الله سبحانه وتعالى ، فالقرآن الكريم هو المحيط بالحقائق وهو منبعها وهو مرجعها وهو شمسها.
بما أن للكلمة القرآنيّة دور وضرورة في السّياق للدّلالة على المعنى، ودور في إبراز الجانب اللغوي البياني المعجز، ودور عددي يلائم المعنى ويرتبط به، فإن لها دور علمي في الدّلالة على أشياء وحوادث وظواهر علميّة، وتكرارها كان بحكمة وقدر محدود ومقصود، وهذا التّكرار سرٌّ يتعلق بحقيقة المسألة التي تصفها وتسميّها هذه الكلمة، إذ يرتبط البناء الرّقمي للنّص القرآني بالبناء اللغوي، وببناء المعنى والدّلالات الذي يحمله هذا النّص.
8-2 المثاني في القرآن الكريم وأهم ما جاء في تفسيرها
 كلمة{المثاني} تكرّرت في القرآن الكريم مثاني، وجاء ذلك في مثاني من الآيات وهي قوله سبحانه وتعالى:
﴿ وَلَقَدْ آتينَكَ سَبْعاً مّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ﴾[الحِجر: 15/87].
﴿ اللَّهُ نزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَٰبًا مُّتَشَٰبِهًا مَّثَانِيَ تقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقلُوبهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّهِ يهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ[الزّمر: 39/23].
أهم ما جاء عن المثاني مثاني من الأحاديث:
*  الأول: «عن أبي سعيد بن المعلى قال: قال لي رسول لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أعلّمك أعظم سورة في القرآن، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ هِيَ السَّبْعُ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ الَّذِي أُوتِيتُهُ» ([9]).
*  الثّاني حديث أبو هريرة عن الإسراء: " أنه فيما أخبر الله سبحانه وتعالى رسوله صلى الله عليه وسلم: وأعطيتك سبعاً من المثاني لم يعطها نبي قبلك،...([10]).
اختلف في تفسير المثّاني ومما جاء فيه أنه يصح أن يقال للقرآن الكريم مثاني لما يثنّى ويتجدد حالاً فحالا من فوائده:
|  قال الزّمخشري 538 هـ): يجوز أن تكون كتب الله سبحانه وتعالى كلها مثاني، لأنها تُثني عليه، ولما فيها من المواعظ المكرّرة، ويكون القرآن الكريم بعضها ([11]).
|  قال البقاعي 885 هـ): " اعلم أن القرآن الكريم منزل مثاني، ولمّا كان مفصّلاً إلى سور وآيات وجمل، وصفه بالجّمع في قوله: {مثاني}، جمع مثنى أي تثنّى فيه القصص والمواعظ والأحكام والحِكم، مختلفة البيان في وجوه من الحُكم، متفاوتة الطّرق في وضوح الدّلالات ([12]).
|  قال حقي (ت 1127 هـ) : " القرآن كتاب متشابه في الّلفظ مثاني في المعنى من وجهين، أحدهما أن لكل لفظ منه معاني مختلفة بعضها يتعلق بلغة العرب وبعضها يتعلق بإشارات الحق" ([13]).
|   جاء في كتاب ابن كثير (ت 774 هـ): " فهو مثاني من وجه ومتشابه من وجه، قال مجاهد: يعني القرآن كله متشابه مثاني، وقال قتادة: الآية تشبه الآية، والحرف يشبه الحرف، وقال الضّحاك: مثاني ترديد القول ليفهموا عن ربهم سبحانه وتعالى، وزاد الحسن رضي الله عنه، تكون السّورة فيها آية وفي السّورة الأخرى آية تشبهها، وقال ابن عباس رضي الله عنه: القرآن الكريم يشبه بعضه بعضاً ويردّ بعضه على بعض، ويروى عن ابن عيينة قوله: سياقات القرآن الكريم تارةً تكون في معنى واحد فهذان من المتشابه، وتارةً تكون بذكر الشّيء وضدّه كذكر المؤمنين ثم الكافرين، وكصفة الجنّة ثم صفة النّار، وما أشبه هذا، فهذا من المثاني، أي الكلام في شيئين متقابلين"([14]).
واختلاف التّفسير والتّأويل للقرآن الكريم لأن له مثاني من الأعماق:
1-   العمق الظاهر الذي تدركه المخلوقات.
2-   عمق التّأويل الذي لا يعلمه إلاّ الله سبحانه وتعالى القائل: ﴿ وَ مَا يعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ [آل عمران: 3/7].
8-3 الآيات في القرآن الكريم مثاني من الأنواع
         قال سبحانه وتعالى:﴿هُوَ الَّذِى أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَٰبَ مِنْهُ ءَايَٰتٌ مُّحْكَمَٰتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَٰبِ وَ أُخَرُ مُتَشَٰبِهَٰتٌ﴾ [آل عمران: 3/7].
         إن الآيات في القرآن الكريم نوعان كما تشير الآية السابقة، محكمات، ومتشابهات، ولهذه الآيات مثاني من الصفات في القرآن الكريم، بيِّنَٰتٍ و مُّبيِّنَٰتٍ كم تشير الآيات الكريمة التالية، قال سبحانه وتعالى:
﴿ وَ كَذَٰلِكَ أَنزَلْنَٰهُ ءَايَٰتٍ بيِّنَٰتٍ وَ أَنَّ اللَّهَ يَهْدِى مَن يُرِيدُ ﴾ [الحج: 22/16].
﴿ لَّقَدْ أَنزَلْنَا ءَايَٰتٍ مُّبيِّنَٰتٍ وَ اللَّهُ يَهْدِى مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَٰطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴾ [النور: 24/46].
         ولقد اختار سبحانه وتعالى لبنائها مثاني من الأوصاف، وله سبحانه وتعالى مثاني من الصفات عند الحديث عنها كما تشير الآية الكريمة، قال سبحانه وتعالى:
﴿ الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ ﴾ [هود: 11/1].
8-4 الفاتحة وآية السّبع المثاني ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ﴾
أمّ الكتاب وفاتحة الكتاب، أعظم سورة في القرآن العظيم، ومفتاح الإعجاز فيه، هي السّبع المثاني، آياتها سبعة 7، وضَعَها العليم الحكيم سبحانه وتعالى في مقدمة كتابه لِعِظَم شأنها، فهي السّورة الوحيدة التي سمَّاها برقم، وقد تكون إشارة إلى أن إعجاز القرآن الكريم يقوم على الرّقم سبعة، وإشارة إلى أنّها تحتوي الأنظمة العدديّة، ومنها نظام العد الثّنائي، أو شِفرة المثاني، وإشارة إلى أن هناك علاقة بين السّبعة والمثاني.
سمّيت المثاني لأنها تجمع بين نعتين هما: التّثنية، والثّناء، والتّثنية لأنها تُكرّر وتُثنى في الصلاة وغيرها، والثّناء لما فيها من الحمد والثّناء على الله سبحانه وتعالى. " قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِي التَّوْرَاةِ وَلَا فِي الْإِنْجِيلِ مِثْلَ أُمِّ الْقُرْآنِ وَهِيَ السَّبْعُ الْمَثَانِي وَهِيَ مَقْسُومَةٌ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ" ([15]). أي السّبع المثاني مقسومة مثاني. ومن إعجاز كتاب الله سبحانه وتعالى وإحكامه وجود علاقة وترابط بين عدد كلمات الآية وبين ما تشير إليه أو تدل عليه، وبالعودة إلى آية السّبع المثاني نجد أن:
عدد حروف كلمة{المثاني} 7 سبعة:
*   وعدد كلمات الآية 7 سبعة، فتكون 7 سبعة مثناة.
*   وعدد آيات سورة الفاتحة 7 سبعة، فتكون 7 سبعة مثناة أخرى.
*   وعدد حروف كلمة{القرءان} 7 سبعة، فتكون 7 سبعة مثناة أخرى.
*   وعدد أسماء الله سبحانه وتعالى المذكورة في السّورة سبعة، فتكون 7 سبعة مثناة أخرى.
*   وعدد حروف الألف فيها 7 سبعة، فتكون 7 سبعة مثناة أخرى.
*  وعدد الواحدات في شفرتها المثاني 7 سبعة فتكون 7 سبعة مثناة أخرى ([16]).
         8-5 سورة السّبع المثاني والمثاني
تحتوي السّبع المثاني على مثاني من الأمور وهي ([17]):
|  مثاني أنواع التّوحيد، التّوحيد العلمي (في العلم والاعتقاد)، التّوحيد القصدي الإرادي (في القصد والإرادة.
|  مثاني أركان التّوحيد للإله الواحد سبحانه وتعالى، توحيد الألوهيّة، وتوحيد الربوبيّة.
|  مثاني من الأحكام للقرآن الكريم، الأحكام النظريّة، والأحكام العمليّة ([18]).
|  مثاني من صفات الله سبحانه وتعالى في الآية الأولى(البسملة)، الرّحمن الرّحيم.
|  مثاني أنواع التّوسل إلى الله سبحانه وتعالى، التّوسل إليه بأسمائه وصفاته، والتّوسل إليه بعبوديته.
|  مثاني من الأصول تقوم عليها حقيقة إيّاك نعبد وإيّاك نستعين، التّوكل والاستعانة.
|  مثاني من الشّفاء، شفاء للقلوب وشفاء للأبدان.
|  مثاني من الشّفاء للقلب، إيّاك نعبد تدفع الريّاء، وإّياك نستعين تدفع الكبر.
|  مثاني أسس وأركان الإيمان، التّوحيد والعبودية، ومدارهما على إيّاك نعبد وإيّاك نستعين، وهما مثاني من الكلمات مقسومتان بين العبد وربّه.
|  مثاني من الصّفات للصّراط، الصّراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم.
|  العبوديّة تجمع مثاني من الأصول: غاية الحب، بغاية الذّل والخضوع.
|  الاستعانة تجمع مثاني من الأصول: الثّقة بالله، والاعتماد عليه.
|  لإيّاك نعبد مثاني من المراتب العلميّة، الأولى العلم بالله، والثّانية العلم بدينه، كل منها تتفرّع لمثاني من المراتب العمليّة:
õ   مرتبة لأصحاب اليمين.
õ   مرتبة للسّابقين المقرّبين.
9-   المبحث الثالث: مثاني القرآن الكريم هي إشارة إلى شِفرة المثاني الأصفار والواحدات
تساعد المعطيات العلميّة الحديثة وتقنيّاتها، والمعارف الجديدة وأدواتها على فهم بعض الآيات القرآنيّة التي كانت بلا تفسير صحيح حتى الآن، فمع الفتح البشري الذي وصل إليه الإنسان باستخدام شِفرة المثاني، الأصفار والواحدات، هذه الشِّفرة إحدى معجزات القدرة الإلهيّة والعلم اللدنّي، حيث يمكن لأيٍ أن يعمل فكره في كل شيء حوله يسأله، كيف يحمل هذا الهواء والفضاء المعلومات من مكتوبات ومحكيات، صور ثابتة ومتحركات، وينقلها لمسافات هائلة، يأتيه الجواب بشِفرة المثاني، الأصفار والواحدات، والواحد الذي يحمل المعلومة فيها، توحيد للباري سبحانه وتعالى بكلمات فيقول:{ لا إله إلا أنت سبحانك }، أحطت بكل شيء علما، فلهذه الكلمات مثاني من الطّاقات، فلها قوة وقدرة على نشر عين اليقين في كل من في عقله أو قلبه بعض الرّيبة أو المرض، وهي برهانٌ جديد أنه كتاب الله سبحانه وتعالى، ورسالته إلى البشر جميعاً.
سبق القرآن الكريم العلم الحديث ومكتشفاته، بالإشارات القرآنيّة العلميّة الدّقيقة إلى بعض العلوم الكونيّة، فالتّعابير القرآنيّة دقيقة جداً بكلماتها التي تأتي دائماً مناسبة ومتلائمة مع الحقائق العلمية والنظريات الحديثة، ولا تعارض بينهما، بل توافق تماماً ما يكتشفه العلم حديثاً، وقد أشار القرآن الكريم إلى هذه النّاحية من نواحي الإعجاز القرآني بقوله سبحانه وتعالى:
﴿ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يتبيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ [فصلت: 41/53].
بعد دراسة للكلمات القرآنيّة ذات المعنى القريب علمياًّ من المعنى الذي تحمله كلمة{المثاني}، وجدنا مثاني من الكلمات وكل منهما ذكرت في القرآن الكريم مثاني، وهما:
v   كلمة {معلومت}.
v   كلمة {مرقوم}.
ونعتقد أيضاً أنها إشارة قرآنية علميّة إعجازيّة لتعلق الكلمات القرآنيّة بالمعنى الحامل لها وبالحقيقة العلميّة الكونيّة.
إذاً: لأهميّة شِفرة المثاني كلغة عمل للحاسب ومرادفاته من الأنظمة والآلات الحديثة، لابد أن تكون مذكورةً أو مشاراً إليها في كتاب الله سبحانه وتعالى، فبعد أن عرضنا معنى كلمة{المثاني}، وما جاء في تفسيرها، نلاحظ أنها ذكرت في القرآن الكريم مثاني، وجاء ذلك في مثاني من الآيات، لذلك اعتبرناها الإشارة العلميّة القرآنيّة الصّريحة إلى شِفرة عمل الحاسب المثاني، الأصفار والواحدات، وسنطلق عليها نفس التّسمية القرآنيّة، شِفرة المثاني.
10- لماذا المثاني، ولغة المثاني
قال النّورسي 1379 هـ):: " إن لكل شيء جهتين:
|  جهة مُلكية هي قد تكون حسنة، وقد تكون قبيحة تتوارد عليها الأشكال كظهر المرآة.
|  جهة ملكوتية تنظر إلى الخالق " ([19]).
من الجهة التي تنظر إلى الخالق سوف نحاول أن نعقل حقيقة المثاني، ولماذا المثاني.
قال  الله سبحانه وتعالى:
﴿  وَ مَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذارايات: 51/56].
أي أن المقصود من إيجاد الخلق العبادة، وأصل العبادة هو التوحيد، وأساس التّوحيد في الكون يتطلب من العبد مثاني من الإقرار، النفي والإثبات، نفي الألوهيّة عن غير الله سبحانه وتعالى، وإثبات الوحدانية لله، ولأجل هذا الإقرار المثاني صاغ حقيقة التوحيد الكبرى والشهادة العظمى مثاني، وشهد عليها بنفسه، وأشهد عليها ملائكته وأولوا العلم الذين اختصّهم، فكان كل شيء في الوجود مثنى وكان الخلق مثاني، فصار كل شيء يذكره مثاني يسبّح بحمده ويقدّس له(سبّوح قدّوس).
إذاً حقيقة العبودية الخالصة والتوحيد المطلق مؤلفة من مثاني من الحقائق، يبحث عنها العقل ليعقلها في مثاني كتب الله سبحانه وتعالى، الكتاب المنشور (الكون)، والكتاب المقروء (القرآن الكريم).
11-   المثاني من الحقائق التي تقوم عليها حقيقة مثاني الخلق والوجود
أصل الحقيقة في الوجود وأصل العلم في الكون، هو الحقيقة المطلقة الخالدة، والعلم بالواحد الأحد، حقيقة وجود الإله الواحد (1)، ومن هذه الحقيقة تتّفرع كل الحقائق والعلوم، قال سبحانه وتعالى:
﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ [محمد: 49/19].
﴿ ِإنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ﴾ [الصّافّات: 49/19].
جاء ذكرها في القرآن الكريم مثاني لتشير إلينا إلى أن حقيقة مثاني الخلق بمخلوقاته وكائناته، والوجود بموجوداته ومكوّناته تقوم على مثاني من الحقائق {توحيد الإله، وإفراده بالعبوديّة}، وهما مثاني أسس أركان الإيمان بالله، التّوحيد والعبوديّة:
 /الحقيقة الأولى: حقيقة الإله الْوَاحِدُ الْأَحَدُ الأَوحدْ، الْفَرْدُ الصَّمَدُ، ﴿ وَمَا مِنْ إِلَٰهٍ إِلَّا إِلَٰهٌ وَٰحِدٌ ﴾ [المائدة: 5/73]. ﴿إ ِنَّمَا هُوَ إِلَٰهٌ وَٰحِدٌ [الأنعام: 6/19 ﴿ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَٰهٌ وَٰحِدٌ [النساء: 4/171].
وهذه الحقيقة مركّبة من مثاني من الحقائق:
|   الأولى: حقيقة التّنزيه ونفي الشريك والصاحبة والولد والمكافئ والند (لا إله) (نفي ورمزه 0).
|  الثّانية: حقيقة التوحيد وإثبات الألوهية والربوبية لله، أي وجود الإله الواحد الأوحد وهو الله سبحانه وتعالى، (إلا الله)(اثبات ورمزه 1).
                                   أي حقيقة: لا إله إلا الله
                 (0 نفي 1إثبات)
 /الحقيقة الثّانية: حقيقة المعبود الواحد، ﴿ وَإِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَٰحِدٌ لَّا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَٰنُ الرَّحِيمُ [البقرة: 2/163]، المتفرد بالعبوديّة، وإن من شيء إلى يسبّح بحمده، حيث أمرنا بالعبوديّة له: ﴿ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيرُهُ ﴾، [الأعراف: 7/73] ﴿ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ [الأنبياء: 21/25].
وهذه الحقيقة مركّبة من مثاني من الحقائق:
|  الأولى: حقيقة نفي العبادة عن كل شيء (لا نعبد) (نفي ورمزه 0).
|  الثانية: حقيقة إثبات العبادة وإفرادها لله (إلا إياه) (اثبات ورمزه 1).
      أي حقيقة: لا نعبد إلا إياّه
      أي حقيقة: لا نعبد إلا إياّه
                  (0 نفي 1 إثبات)
وهما مثاني رموز شِفرة المثاني، ولغة عمل الحاسب، لغة الإيمان وأبجدية التّوحيد لكل أشياء العوالم، ولكل أدوات وتقنيات العلوم. لذلك التّوحيد هو مثاني: " توحيد عاميّ يقول: لا شريك له، وما في الكون ليس لغيره، وتوحيد حقيقي يقول: " هو الله وحده، له الملك، وله الكون، وله كل شيء، لا إله إلا هو ".
لتكتمل حقيقة الإيمان الخالص والتّوحيد المطلق: لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إيّاه.
12-   خالق كل شيء في الكون والوجود من مخلوقات وموجودات، مثاني
الحمد لله رب العلمين على نعمه المثاني، ظاهرةً وباطنة، الذي أنزل الكتاب المثاني بشيراً ونذيراً للعالمين، قرآناً وفرقاناً، على البشير النذير صلى الله عليه وسلم، وسماه رحمة للعالمين، ليكون هدى ًورحمةً للمؤمنين، وجعله نوراً وذكراً للعالمين، ليرشدهم ويهديهم إلى معرفة العزيز العليم سبحانه وتعالى، خالق كل شيء على شكل أزواج ومثاني، وكل ما في الوجود خلقه وعبيده يدخلون في قانون الزّوجية، الذي يحتوي كلَّ شيءٍ في هذا الكون، فلا يفلت منه أي من مخلوقاته على الإطلاق.
قال الله سبحانه وتعالى:
﴿ وَمِن كُلِّ شَىْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ [الذاريات: 51/49].
﴿ وَخَلَقْنَٰكُمْ أَزْوَٰجًا[النبأ: 78/8].
﴿ سُبْحَٰنَ الَّذِى خَلَقَ الْأَزْوَٰجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ ﴾[يس: 36/36].
﴿ وَالَّذِى خَلَقَ الْأَزْوَٰجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعَٰمِ مَا تَرْكَبُونَ[الزخرف: 43/12].
إن لخالق العوالم سبحانه وتعالى في الكون مثاني، عالم الخلق وعالم الأمر، مثاني من الآيات، حيث يدعو عباده ويحضّهم بآياته المتلوّة إلى التّفكر في آياته المشهودة، "وما في السّماوات إقامته ففي الأرض صورته، فكان الوجود مثنّياً كما كان القرآن الكريم مثاني إجمالاً وتفصيلاً في القرآن ومداداً وصوراً في الكون " ([20]).
إذاً: نصل إلى تأكيد حقيقة مثاني الخلق والوجود، فربُّ كل شيء، خَلَقَ من كل شيء في الكون والوجود، من مخلوقات وموجودات من الذّرات إلى المجرّات مثاني، فهو الإله الواحد، وهو الإله المتفرّد بالعبادة المستحق لها، لا إله إلا هو.
13-   أُنزِل مع الرّسل مثاني الأشياء
أنزل الحق سبحانه وتعالى مع رسله مثاني من الأشياء توّضحها لنا مثاني الآيات، قال سبحانه وتعالى:
﴿ لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَٰتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَٰبَ وَالْمِيزَانَ [الحديد: 57/25].
﴿ اللَّهُ الَّذِى أَنزَلَ الْكِتَٰبَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ [الشّورى: 42/17].
الكتاب الآمر بالعدل والميزان الضّابط للمقادير بالعدل، فمن فزع إلى الكتاب في المعاني وإلى الميزان في الأعيان فبنى أمره على تحقق العدل فيهما فاز بهما.
14- مجموعة من اللطائف عن المثاني في القرآن الكريم
1-  مادة (ثنى)، وهي الدّالة على التّثنية وردت في 28 آية، بعدد حروف لغة القرآن الكريم.
2-  القرآن الكريم مفصّل بعلم سبحانه وتعالى الله مثاني، هدى ورحمة، قال سبحانه وتعالى: ﴿ وَلَقَدْ جِئنَٰهُم بِكِتَٰبٍ فَصَّلْنَٰهُ عَلَىٰ عِلْمٍ هُدًى وَ رَحْمَةً لِّقَوْمٍ يؤْمِنُونَ ﴾ [الأعراف: 7/52].
3-  الآية التي يتحدث فيها عن وحدانيته سبحانه وتعالى، أمر فيها بمثاني من الأوامر، عبادته وإقامة الصلاة ذكراً له، الآية قوله سبحانه وتعالى: ﴿ إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمْ الصَّلاةَ لِذِكْرِي ﴾ [طه، 20/14].
4-  آيات أولي الألباب مثاني، قال سبحانه وتعالى: ﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَ اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ ﴾ [آل عمران، 3/190].
5-  آيات الإراءة التي وعد سبحانه وتعالى الله أنه سيري المعجزات للنّاس فيها حتى يتبيّن لهم الحق مثاني، قال سبحانه وتعالى: ﴿سَنُرِيهِمْ ءَايَٰتِنَا فِى الْءَافَاقِ وَفِى أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يتبيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ [فصلت: 41/53].
6-  وصف سبحانه وتعالى كتابه بمثاني من الصفات بقوله سبحانه وتعالى: ﴿ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَ قرْءَانٌ مُّبِينٌ [يس: 36/69].
7-  القرآن الكريم للمؤمنين له مثاني من الأهداف، ولغير المؤمنين له مثاني من الأهداف، قال سبحانه وتعالى: ﴿ هُوَ لِلَّذِينَ ءَامَنُوا هُدًى وَ شِفَاءٌ وَ الَّذِينَ لَا يؤْمِنُونَ فِى ءَاذَانِهِمْ وَقرٌ وَ هُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى [فصلت: 41/44].
8-  تمام كلمة الله سبحانه وتعالى في مثاني من الأشياء هما الصّدق والعدل، كما تشير الآية الكريمة، قال سبحانه وتعالى: ﴿ وَ تَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَ عَدْلًا لَّا مُبَدِّلَ لِكَلِمَٰتِهِ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [الأنعام: 6/115].
9-  للقرآن الكريم في اللوح المحفوظ مثاني من الصفات، كما تشير الآية الكريمة، قال سبحانه وتعالى:  ﴿ وَإِنَّهُ فِى أُمِّ الْكِتَٰبِ لَدَينَا لَعَلِىٌّ حَكِيمٌ [الزخرف: 43/4]، وفي الأرض تتشابه صفاته مع من نزل عليه r، في مثاني من الصّفات{بَشِيرًا وَ نَذِيرًا}.
10-    طلب الله سبحانه وتعالى تدبّر القرآن الكريم في مثاني من الآيات وهي قوله سبحانه وتعالى:﴿ أَفَلَا يتَدَبرُونَ الْقُرْءَانَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَٰفًا كَثِيرًا [النساء: 4/82 ﴿ أَفَلَا يتَدَبرُونَ الْقُرْءَانَ أَمْ عَلَىٰ قلُوبٍ أَقفَالُهَا﴾ [محمد: 7/24].
11-    عملية الخلق مثاني، تسوية ونفخ، كما تشير الآية الكريمة، قال سبحانه وتعالى: ﴿ فَإِذَا سَوَّيتُهُ وَ نفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ [ص: 38/ 72].
12-      السّور في القرآن الكريم التي عدد آياتها سبعة هي مثاني(الفاتحة، الماعون).
13-      السّور في القرآن الكريم التي عدد آياتها من مضاعفات السبعة 14 سورة، أي سبعة مثنّاة.
14-      السّور في القرآن الكريم التي افتتحت بالحروف المميزة عدا المكرر 14 سورة، أي سبعة مثنّاة.
15-      السّور في القرآن الكريم التي بدأت بالثّناء على الله سبحانه وتعالى، 14 سورة، أي سبعة مثنّاة، سبعة إِثْبَاتٌ لِصِفَاتِ الْمَدْحِ(تبارك، الحمد لله،...)، وسبعة نَفْيٌ وَتَنْزِيهٌ مِنْ صفات النقص(سبحان، سبح، يسبح...).
16-      عدد حروف الافتتاحيات المميزة عدا المكرّر، 14 حرف، أي سبعة مثنّاة.
17-      النّفخ في الصّور ثنائي الأمر، لغرض ثنائي، الأول للصّعق والموت، والثّاني من أجل الإحياء والبعث.
18-      ظهور هذا الإعجاز في القرآن الكريم بعد 14 قرناً من نزول القرآن الكريم، أي سبعة مثناة.
19-      كما ورد عن النّبي صلى الله عليه وسلم، لكل آية: ظهر وبطن، ولكل حرف حد ومطلع ([21]).
ملاحظة 4:
1-    عند إحصاء حروف وكلمات القرآن الكريم، نلتزم طريقة العدّ والإحصاء اعتماداً على الرّسم وليس اللفظ، وذلك وفقاً للرّسم الأول أو الرّسم العثماني برواية حفص عن عاصم، وباعتبار حرف الواو كلمة، باستخدام برنامج الشِّفرة المثاني للقرآن الكريم ([22])، الذي يعتمد المصحف الإلكتروني لمجمّع الملك فهد لطباعة المصحف الشّريف بالمدينة المنوّرة، www.qurancomplex.org ، والذي يستخدم نفس معطيات برنامج إحصاء القرآن الكريم ([23]).
2-    إن من عظمة القرآن الكريم، أنه متعدد وجوه الإعجاز مع كل رواية وكل رسم من رسوم من رسوم المصحف الشريف، ويستوعبها جميعها من دون استثناء وعلى مستوى واحد من الدقة والإتقان، واعجازه هو مع مثاني رسميه، وهما الرسم الأول (العثماني) وهو رسم توقيفي كتب على هيئته لأسرار خصّ  الله سبحانه وتعالى بها كتابه العزيز دون سائر الكتب السماوية، والرسم الإملائي الحديث. لكن يؤكد العلماء على عدم الخروج على الرسم العثماني، إذ نقل السيوطي في الاتقان عن الإمام أحمد أنه قال: يحرم مخالفة مصحف الإمام في واو أو ياء أو ألف أو غير ذلك ([24]).
15- النتائج والخلاصة
القرآن الكريم المعجزة الكبرى الخالدة الدّائمة المتجدّدة، وعلومه تخاطب كل جيل، ومعارفه تصلح لكل العصور، وآن الأوان في هذا العصر عصر العلم والمعرفة، عصر ثورة المعلومات والأرقام والتّقنيّات الرّقميّة، أن نفهم كثيراً من الإشارات العلمية الواردة في القرآن الكريم، وهي لا بد أنها تتوافق مع المعطيات العلميّة الحديثة، لأن الأمر الإلهي بتدبّر القرآن الكريم يخاطب كل الأجيال بمختلف مستوياتهم العلمية والفكرية، وإن الإشارة القرآنيّة للغة وشِفرة نقل المعلومة الكونيّة، هو سبق قرآني وإعجاز علميّ، فهذه الشفرة هي لغة الإعجاز الجديد لكتاب الله سبحانه وتعالى بلغة القرن الواحد والعشرين، لغة نظام عمل أنظمته وتقنيّاته، لغة وأبجديّة توحيد كل تقنيّات العلم وأدواته.
من خلال ما سبق وجدنا مجموعة من النتائج أجملناها فيما يلي:
?   لأهميّة شِفرة ولغة عمل الحاسب المثاني، التي تعتمد على نظام العد الثّنائي، والتي نعتبرها إحدى معجزات القدرة الإلهية والعلم اللدنّي، فلابد أن تكون مذكورةً أو مشاراً إليها في كتاب الله سبحانه وتعالى، ولابد أن يحتوي كتاب الله سبحانه وتعالى إعجازاً يتعلق بالشِفرات العددية.
?    تم اعتبار كلمة{المثاني} الإشارة العلميّة القرآنيّة الصّريحة إلى الشِفرة المثاني، الأصفار والواحدات، التي تعد شفرة ولغة عمل الحاسب.
?   وردت كلمة{المثاني} في القرآن الكريم مثاني، وذلك في مثاني من الآيات.
?   بعد دراسة للكلمات القرآنيّة ذات المعنى القريب علمياًّ من المعنى الذي تحمله كلمة{المثاني}، وجدنا أن كلمة{معلومت}، وكلمة{مرقوم} كل منهما ذكرت في القرآن الكريم مثاني، وهي إشارة قرآنية علميّة إعجازيّة لتعلق الكلمات القرآنيّة بالمعنى الحامل لها وبالحقيقة العلميّة الكونيّة.
?   بما أن العليم الحكيم سبحانه وتعالى نظّم كتابه مع نظام العدّ العشري، وكان هناك عدد لا يحصى من الإعجاز فيه، نعتقد أنه أيضاً نظّم حروف كتابه بما يتوافق علمياً وإيمانياً وإعجازياً مع نظام العد الثّنائي، وستظهر الكثير من الحقائق، وسنجد كبيرا من الإعجاز فيها.
?   نعتقد أن شِفرة الحاسب المثاني هذه، ورموز هذه اللغة، تعرّف الخالق وتدلّ عليه بطريقتها الخاصّة، فهي لغة توحيد وتسبيح للأشياء والأدوات والآلات في هذا الكون، توحّد خالقها وتسبّح بارئها.
?   ما الرّمز (1) الذي تحتويه هذه الشِّفرة إلا إشارة إلى وحدانيّة الخالق سبحانه وتعالى، وواحداً من جنده الكثيرة والتي لا يعلمها إلا هو، التي يسخرّها لإثبات وحدانيته، وما رموزها (0،1) إلا إشارة إلى النّفي والإثبات، أي حقيقة {لا إله إلا الله}، وتأكيد على حقيقة مثاني الخلق والوجود.
?   قد يثبت العلم قريباً أنّ هذه اللغة هي لغة كتب الحياة، إذ قد تكون شِفرة الجينوم البشري مكتوبة بها، وقد أوجدنا أن لكلمات وآيات القرآن الكريم شِفرات بهذه اللغة، تؤكّد حفظه، وتثبت مصدره، وتصدّق مبلّغه صلى الله عليه وسلم، وتنشر أنوارها على العالم، وقد يثبت لاحقاً أنها شِفرة أوامر السّماء، وشِفرة الكتاب المرقوم.

16- الخاتمة
" إن كل علم من العلوم التي تقرؤونها يبحث عن  سبحانه وتعالى اللهدومًا، ويعرّف الخالق الكريم بلغته الخاصة، فاصغوا إلى تلك العلوم دون المدرّسين " ([25]).
بعد هذا القول للإمام النّورسي، وبعد كل ما سردنا أعتقد أن البداهة والبلادة ستجبر على الإقرار بواحدنية الله سبحانه وتعالى، وإعجاز كلامه في كتابه، فهذا هو شأن كتابه، المعجزة الخالدة في كل مكانٍ وزمان، موسوعةً ربانية جامعة سابقة لمدارك البشر وتجاربهم، وإن ما يلهث البشر وراء معرفته عبر عقودٍ وسنواتٍ طويلة ومتواصلة من التّجارب والأبحاث، يجدون حقيقته مُجملةً في بضعة كلماتٍ من آياته، لا يمكن أن ينسجها سوى خالق الأكوان سبحانه وتعالى.
          إن الإشارة القرآنيّة للغة وشِفرة نقل وحفظ المعلومة الكونيّة، هو سبق قرآني وإعجاز علميّ، فهذه الشفرة هي لغة الإعجاز الجديد لكتاب الله سبحانه وتعالى بلغة القرن الواحد والعشرين، لغة نظام عمل أنظمته وتقنيّاته، لغة وأبجديّة توحيد كل تقنيّات العلم وأدواته. 
17-   المراجع
1)     القرآن الكريم، مصحف المدينة النّبويّة، حسب الرّسم العثماني.
2)     برنامج الشِّفرة المثاني للقرآن الكريم. موقع الشِّفرة المثاني للقرآن الكريم، الدكتور المهندس خالد بكرو.
3)     برنامج إحصاء القرآن الكريم حسب الرسم الأول، الإصدار 3.5، 2017، موقع أسرار الإعجاز العلمي، المهندس عبد الدّائم الكحيل. http://www.kaheel7.com/ar/
4)     أبو حيان، محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان أثير الدين الأندلسي، البحر المحيط في التفسير، تحقيق: صدقي محمد جميل، دار الفكر، بيروت، لبنان، 1420 هـ.
5)     ابن عبّاد، الصاحب إسماعيل بن عباد، المحيط في اللغة، تحقيق: الشيخ محمد حسن آل ياسين، مطبعة المعارف بغداد، العراق.
6)     ابن قيّم الجوزيّة، محمد بن أبي بكر الدّمشقي، مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين، تحقيق: رضوان رضوان، مؤسسة المختار، القاهرة، مصر، 2001م.
7)     ابن كثير، إسماعيل بن عمر الدّمشقي، تفسير القرآن العظيم، دار الفكر، بيروت، لبنان، 1401هـ.
8)     إسماعيل حقي بن مصطفى الإستانبولي، روح البيان في تفسير القرآن. دار الفكر، بيروت، لبنان.
9)     البقاعي، برهان الدين إبراهيم البقاعي، نظم الدرر في تناسب الآيات والسور، تحقيق: عبد الرزاق غالب المهدي، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، 1995م.
10) التجيبي، محمد بن صمادح، مختصر من تفسير الطبري، مراجعة مروان سوار، دار الفجر الإسلامي، دمشق، سوريا، ط 6، 1413 هـ/ 1993م .
11) السّيوطي، عبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السّيوطي، أسرار ترتيب القرآن الكريم، دار الفضيلة للنشر والتوزيع، القاهرة، مصر، 2002م.
12) التّرمذي، محمد بن عيسى الترمذي السلمي، سنن الترمذي، دار الفكر بيروت، لبنان، 1995م.
13) الزّركشي، بدر الدين محمد بن عبد الله بن بهادر الزّركشي، البرهان في علوم القرآن، تصحيح وتعليق: محمد رشيد رضا، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، 1988م.
14) بكرو، خالد، أساسيات الحوسبة، دار شعاع للنشر والعلوم،  الرقم الدولي ISBN: 978-9933-13-286-6، ط1، حلب سوريا، 2017.
15) بكرو، خالد، البنية الرقمية للكلمة القرآنية، المجلة الدولية المحكمة للعلوم الهندسية وتقنية المعلومات، مجلد 4، عدد 1، رقم مرجعي ع. ت. 03، ديسمبر 2017.
16)  بكرو، خالد، الشفرة المثاني للقرآن الكريم، قيد النشر.
17)  بكرو، خالد، إعجاز الشفرات العددية في القرآن الكريم، قيد النشر.
18) سعيد النّورسي، كلياّت رسائل النّور، إشارات الإعجاز في مظان الإيجاز، تحقيق: إحسان قاسم الصالحي، مطبعة الخلود، بغداد، العراق،1409هـ 1989م.
19) سعيد النّورسي، كلياّت رسائل النّور، المكتوبات، سعيد، ترجمة: إحسان قاسم الصالحي، دار سوزلر للنشر، مصر، القاهرة، ط 2، 1960م.
20) محسن عبد الحميد، تطوّر تفسير حقي، جامعة بغداد، بيت الحكمة، العراق، 1989م.

              أسأل الله أن يتقبل هذا البحث ذكراً لذاته ودعوة له ولدينه، وعلم ينتفع به وعمل صالح وصدقة جارية.

يمكن قراءة البحث أيضا من موقع

يمكن تحميل وقراءة البحث من موقع المجلة




The Mathani in the Qur'an Refers to Binary Computer Code, Zeros and Ones

Dr. Khaled Bakro

ABSTRACT
      
Our age is called digital age, and information revolution age. These information are represented, written, stored, documented, published and send using Binary code, zeros and ones. Binary code is also called the binary work language to computer, and most of the modern techniques and systems use it in their works, Because of the importance of this code, the Holy Quran refers to it by using the word of { Mathani: Binary، مثاني } and repeated it twice in tow Verses.
In this research as a specialist I am trying to show that Qur'anic word { Mathani: Binary، مثاني } is a Qur'anic scientific sign refers to the computer  language code, binary code, zeros and ones, which is also called the machine language work. I will try to clarify the scientific and linguistic meaning for it, and why there are binary in the creation and existence.
This Qur'anic sign to "information transfer code and language" in cosmic, is new miracles in the Holy Quran, and we think that new miracles in the Holy Quran will be in it.


Key words: Miracles of the Quran Sciences, Binary code in the Holy Quran, the Holy Quran refers to Binary code, Computer and the Holy Quran.




1-     الزركشي. البرهان في علوم القرآن، باب 1، ج 1، ص 9.
2-     ابن كثير. تفسير ابن كثير، باب مقدمة ابن كثير، ج 1، ص 97.
3-     التجيبي. مقدمة مُصحف مُختصر تفسير الطبري، مراجعة مروان سوار.
4-     ابن عباد. المحيط في اللغة، باب و.ا.ي، ج 2، ص 420.
5-     د. خالد بكرو، أساسيات الحوسبة، ( حلب، سوريا، دار شعاع للنشر والعلوم، 2017)، ص: 303.
6-     د. خالد بكرو، اعجاز الشفرات العددية في القرآن الكريم.
7-     د. خالد بكرو، الشفرة المثاني للقرآن الكريم.
8-     د. خالد بكرو، البنية الرقمية للكلمة القرآنية، المجلة الدولية المحكمة للعلوم الهندسية وتقنية المعلومات، مجلد 4، عدد 1، ص 26.
9-     ابن كثير. تفسير القرآن العظيم، باب 87، ج 4، ص 547. وفي صحيح البخاري برقم(4703).
10- ابن كثير. تفسير القرآن العظيم، باب 1، ج 5، ص 37.
11- أبو حيان. تفسير البحر المحيط باب 85، ج 7، ص 207.
12- البقاعي. نظم الدرر في تناسب الآيات والسور، باب 20، ج 7، ص 245.
13- حقي. روح البيان في تفسير القرآن، تفسير حقي، باب 12، ج 23، ص 267-266.
14-     ابن كثير. تفسير القرآن العظيم، باب 23، ج 7، ص 94.
15-      التّرمذي. سنن الترمذي، حديث رقم 3050، باب: ومن سورة الحجر، ج 10، ص 397.
16-     د. خالد بكرو، الشفرة المثاني للقرآن الكريم.
17-     ابن قيم الجوزية. مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين، مقتطفات من الجزء الأول.
18-     السّيوطي. أسرار ترتيب القرآن الكريم، ص 2.
19-     سعيد النّورسي. كليّات رسائل النّور، إشارات الإعجاز في مظان الإيجاز، ص 78.
20-     البقاعي. نظم الدّرر في تناسب الآيات والسّور، باب 255، ج 1، ص 411.
21-     الزّركشي. البرهان في علوم القرآن، باب 2، ج 2، ص 169.
22-     د. خالد بكرو. برنامج الشِّفرة المثاني للقرآن الكريم.
23-     المهندس عبد الدّائم كحيل. برنامج إحصاء القرآن الكريم حسب الرّسم الأول، الإصدار 3.5.
24- عبد الرحمن السيوطي، الإتقان في علوم القرآن، (2/443).
25-     سعيد النّورسي. كليّات رسائل النّور، الكلمات، الكلمة الثالثة عشر، عرّفنا بخالقنا، ص 173.

       أسأل الله أن يتقبل هذا البحث ذكراً لذاته ودعوة له ولدينه، وعلم ينتفع به وعمل صالح وصدقة جارية.